القاهرة ـ العرب اليوم
الطفل الصغير قد يهاجم ويضرب، في الكثير من الأحيان، طفلا آخر أو قد يعرضه طفل آخر لنفس الموقف، إن كل الأمهات تقريبا لديهن مشكلة التعامل مع ضرب الطفل لأطفال آخرين ومحاولة فهم تلك النوعية من التصرفات العدوانية ما بين ضرب وعض وشد للشعر. وبالتأكيد فإن الأمر قد يأتي كالصدمة للأم لأنها ستجد طفلها الهادئ قد اتجه لعض أصدقائه من الأطفال أو لرمي الأغراض عليهم أو على شقيقه الصغير حديث الولادة مثلا. وهناك بعض المبادئ العامة التي ستساعدك في التعامل مع تصرفات الطفل العنيفة والعدوانية وحاولي فهمها وبالتالي محاولة مساعدة الطفل. إن الطفل بطبيعته لا يحب مهاجمة الآخرين، فهو يحب اللعب معهم ويحب أن يشعر بحب من حوله واعلمي أن الطفل عندما يشعر بأنه محبوب ومسترخٍ ومطمئن فإنه سيكون أكثر إقبالا على تكوين الصداقات وأكثر انفتاحا على اللعب معهم. وعلى الأم أن تعلم أن الطفل سيفقد أعصابه عندما يشعر بأنه غير قادر على التفكير أو طلب المساعدة مع الوضع في الاعتبار أن الأم قد لا تفهم أحيانا كيف يضرب طفلها مثلا طفلا آخر ولا تبدو عليه أي ملامح استياء ولكنها مع الملاحظة الدقيقة قد ترى أن وجه الطفل تبدو عليه علامات اللامبالاة. إن الخوف يجعل الطفل غير قادر على الشعور بالتعاطف مع من حوله. تواصلي معه يجب أن تحاولي التواصل مع طفلك جديا لكي تتمكني من مساعدته حتى لو كان سلوكه العنيف والعدواني يجعلك تشعرين بالغضب تجاهه والاستياء منه، وهو الأمر الذي قد يجعل رد فعلك مخيفا بالنسبة له. حاولي أن تجدي شخصا مقربا منك تتحدثين معه عن كيفية شعورك حيال طفلك وكيفية تعاملك مع سلوكه العدواني، وهو الأمر الذي سيجعلك تشعرين بنوع من التحسن حتى تتمكني من التعامل بشكل أفضل مع وضع طفلك. إذا كان طفلك على استعداد للقيام بأي تصرف عدواني تجاه طفل آخر من ضرب أو عض أو شد شعر فيمكنك أن تحاولي الاقتراب منه وامتصاص غضبه. يجب عليك أيضا أن تتدخلي بنوع من الحزم لمنع طفلك من ضرب الطفل الآخر لأن الطفل في تلك اللحظة يكون غير قادر على التحكم في أفعاله. كوني واقعية لا تتوقعي من طفلك أن يكون عقلانيا أو منطقيا خلال فترة سلوكه العدواني العنيف مع الوضع في الاعتبار أن الطفل في تلك اللحظات قد لا يكون قادرا على الكلام أو فتح حوار معك، وفي تلك الحالة يمكنك أن تتركيه يبكي لبعض الوقت مع جعله يستوعب أنك تهتمين به وتحبينه ومع الوقت سيهدأ الطفل وسيشعر بالقرب منك. إن الطفل يدرك الفرق بين الخطأ والصواب وهو في فترة السلوك العدواني قد يتناسى هذا الأمر ولكنه يكون مدركا له جيدا. إذا كان طفلك قد قام بالفعل بضرب أو عض أو شد شعر طفل آخر فيجب عليك على الفور أن تقومي بسحب اللعبة التي استخدمها في الضرب أو بمنعه على الفور من شد شعر شقيقته مثلا. لا تقومي بالمبالغة عندما يأتي الأمر للوم الطفل أو معاقبته لأن مثل هذا التصرف سيجعل الطفل أكثر خوفا وأكثر انعزالا، وقد يؤدي لجعل الطفل أكثر عنفا. يجب عليك كأم أن تستمعي للطرفين ما بين طفلك والطفل الذي قام طفلك بضربه وابتعدي عن التركيز فقط على التعامل مع الضحية، فيجب أن يكون التعامل مع الطرفين بنفس القدر. يجب عليك بالطبع التأكد من أن الطفل الذي تعرض للضرب من طفلك بخير ولكنك في الوقت نفسه عليك أن تعملي على تهدئة طفلك والجلوس والتحدث معه. شجعي طفلك أن يأتي إليك عند شعوره بالغضب أو الحزن ورغم أن الطفل لن يفعل هذا الأمر بسهولة إلا أنه مع الوقت سيشعر بأنه مرتاح عندما يأتي الأمر لطلب المساعدة منك.