تنسى الأم أحيانا أن التركيز أو عدم التركيز عند طفلها من الأمور التى يجب أن تنتبه إليها بشدة، فهى عليها أن تعمل على تنمية التركيز عند طفلها منذ الصغر، بدءا من بلوغ الطفل ثلاثة أعوام، مع الوضع فى الاعتبار أن عدم تركيز الطفل قد يكون فى الفترة ما بين ثلاثة وستة أعوام. وعلى الأم أن تعلم أنه بعد أن يتم الطفل عامه السادس فسيكون من الصعب عليها أن تساعد الطفل على أن يكون أكثر تركيزا فى حياته بصفة عامة. يجب على الأم أن تدرك أن التركيز فى حياة الطفل أمر شديد الأهمية على مستوى الدراسة وفى المنزل ومع العائلة هو ما سيجعل حياته أسهل. إذا رأيتِ أن طفلكِ يركز على أمر واحد أو موضوع معين ويريد أن ينتهى منه فعليكِ أن تحترمى هذا الأمر ولا تقومى بتشتيته وعليكِ أن تتركيه حتى ينتهى مما يفعله إلى أن يأتى هو باحثا عنكِ. هناك بعض العوامل التى قد تؤثر على قدرة الطفل ورغبته فى التركيز مثل مهاراته الحركية والمعرفية واللغوية، فإذا وجد الطفل مثلا أن مهمة معينة تبدو صعبة بالنسبة له فإنه قد يتركها بعد وقت قصير أو قد يختار ألا يشارك من الأساس فى تلك المهمة أو هذا النشاط. يجب عليكِ كأم أن تشجعى طفلكِ على ممارسة النشاطات التى تساعده على أن يكون أكثر تركيزا فيما يفعله وفى نفس الوقت يجب عليها أن تشجعه أيضا لكي يحاول الاستمرار فى النشاطات التى قد تمثل تحديا بالنسبة له. إن مزاج الطفل قد يكون له تأثير كبير على قدرته على التركيز فإذا عاد الطفل مثلا من المدرسة وهو يشعر بالضيق والتعب فإنه بالطبع قد لا يتمكن من التركيز على أى أمر يجب عليه إنجازه، وفى تلك الحالة فيجب أن تساعديه على التعامل مع السبب الذى يجعل مزاجه غير جيد وبعد أن تفعلى هذا الأمر فقد يتحسن أمر عدم التركيز عنده. قد تجد الأم فى كثير من الأحيان أنها تواجه صعوبة كبيرة فى جعل طفلها يركز على واجباته المدرسية وهو الأمر الذى كثيرا ما قد يؤثر على أداء الطفل الدراسى وقد لا يساعده على تحقيق درجات مرتفعة فى المواد الدراسية المختلفة. ولكن يجب على الأم أن تعلم أن كل طفل يختلف عن الآخر فى الطريقة التى قد تجعل تركيزه أفضل ولذلك فيمكن للأم أن تجرب أكثر من طريقة. احرصى على أن يكون أداء طفلكِ لواجبه المدرسى قبل أن يبدأ فى مشاهدة التليفزيون أو اللعب بالكمبيوتر أو أي من تلك الأمور مما سيحفز الطفل على أن ينتهى من أداء واجبه المدرسى أسرع. وحاولى أيضا أن يكون موعد أداء طفلكِ للواجب المدرسى بشكل منتظم كل يوم فى نفس الوقت، فالروتين قد يساعد الطفل على أن يكون أفضل من ناحية التركيز. احرصى على مراجعة واجبات طفلك المدرسية معه كل يوم وساعديه على وضع جدول يقوم بالعمل وفقه. يجب أن تحرصى أن يحصل طفلكِ على كفايته من النوم، فالطفل قبل سن دخول المدرسة يحتاج من 11 إلى 13 ساعة نوم بينما يحتاج الطفل فى سن الدراسة من 10 إلى 11 ساعة نوم، أما الأولاد فى سن المراهقة فيحتاجون ما بين ثماني أو تسع ساعات نوم. يجب أن تكونى صبورة وأن تساندى طفلكِ إذا كانت قدرته على التركيز فى الأمور المختلفة غير جيدة وكونى حريصة على الثناء عليه إذا أبلى جيدا فى المنزل أو فى المدرسة ويمكنكِ أن تكافئيه على هذا الأمر. يمكنكِ أن تقومى بوضع بعض الأهداف مع طفلكِ وعندما يحققها فيمكنكِ أن تصطحبيه للحديقة العامة أو لتناول الطعام فى الخارج. عليكِ أن تحرصى أيضا على أن يكون نظام الطفل الغذائى متوازنا و لا يمتلئ بكميات كبيرة من الحلوى والسكريات. عليكِ أن تنتبهى أيضا لبعض العادات التى قد تؤثر على تركيز طفلكِ مثل أن يكون أفراد العائلة اعتادوا التكلم بصوت عالٍ أو مشاهدة التليفزيون بصوت عال أيضا.