يعتبر الغضب شعورا إنسانيا طبيعيا، مع الوضع فى الاعتبار أن الغضب إذا زاد عن حده فإنه سيتحول لعنف مما سيكون له بالتأكيد مع مرور الوقت آثار سلبية على أى شخص بصفة عامة وعلى الأطفال بصفة خاصة. ويكون العنف عند الطفل ظاهرا فى السن الصغيرة ويعزز هذا الأسلوب عند الطفل عدم قدرته على التعبير عما يريده بالكلام. يحتاج الطفل منذ الصغر لأن يتعلم كيف يتحكم فى عواطفه وإلا فإن عنفه وغضبه مع الوقت سيسببان له مشاكل فى المدرسة وفى المنزل ومع الأهل والأصدقاء. ويجب على الأم أن تعلم أنه إذا كان طفلها يتسم أغلب الأوقات بأنه غاضب فسيتعرض لمشاكل فى المدرسة وقد يصاب بأمراض نفسية وقد يكون عنيفا أيضا عندما يكبر. يجب على الأم أن تساعد طفلها على التحكم فى مشاعره الغاضبة من خلال مجموعة من الطرق المتنوعة، مع الوضع فى الاعتبار أن الأم بالتأكيد سيكون من الصعب عليها رؤية سلوكيات طفلها الغاضبة ولكن عليها أن تدرك أنه من الطبيعى أن تنتاب الطفل مشاعر غاضبة من وقت لآخر. وأحيانا قد يكون غضب الطفل نابعا من شعوره بأن لا أحد يفهمه أو بسبب شعوره بعدم الأمان. وعادة ما يكون الغضب عند الطفل يخفى وراءه مجموعة من المشاعر الأخرى التى قد لا تظهر فى أى موقف بطريقة مباشرة. على الأم أن تعلم أنها إذا ساعدت طفلها على التحكم فى غضبه فإنها بتلك الطريقة تكون تساعده على التخلص من مشاعره السلبية التى قد تؤثر عليه جسمانيا وقد تسبب له مثلا ارتفاعا فى ضغط الدم. وبصفة أساسية يمكنكِ أن تساعدى طفلكِ على التعامل مع غضبه عن طريق التعبير عن مشاعره وعدم كتمانها، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل كلما عبر عما يشعر به من ضيق فإنه فى النهاية ومع مرور الوقت لن ينفجر غاضبا. يجب أن تعلمى طفلكِ أن يقول مثلا أنا غاضب لأن أو بسبب أمر ما. يجب على الطفل أن يتعلم كيف يعبر عن ضيقه وغضبه دون أن يؤذى الآخرين من حوله. احرصى أن تسألى طفلكِ عما يضايقه وهو سعيد وهادئ. يمكنكِ أن تحولى مشاعر طفلكِ الغاضبة لمشاعر أخرى أكثر إيجابية عن طريق جعله يركز على أمور أخرى غير تلك التى تغضبه أو تضايقه ولكنكِ فى البداية يجب أن تساعديه فى تحديد ما إذا كان فعلا يشعر بالغضب وسبب هذا الغضب. يمكنكِ أن تطلبى من طفلكِ أن يرسم صورة لحالته وكيف يشعر، وإذا كان طفلكِ أكبر سنا فيمكنه أن يعبر عن مشاعره من خلال الكتابة. يجب ألا تسمحى لسلوكيات طفلكِ الغاضبة غير المقبولة أن تستمر واعلمى أنكِ إذا كافأتِ طفلكِ حتى عن طريق السكوت على نوباته الغاضبة فإن هذا الأمر لن يكون فى صالحه. إذا كسر طفلكِ مثلا ألعابا له أثناء نوبة غضب فلا يجب أن تشترى له لعبة جديدة مكانها. يمكنكِ أن تعلمى طفلكِ كيف يهدئ من غضبه بنفسه من خلال أخذ نفس عميق والجلوس بمفرده لبعض الوقت وحتى ممارسة الرياضة. إذا كنتِ ترين أن غضب طفلكِ لا يمكن التحكم فيه وبدأ يؤثر على الأهل والأصدقاء فيجب أن تفكرى فى استشارة طبيب نفسى متخصص والذى سيساعد طفلكِ بدوره على تغيير سلوكياته السلبية. لا تجعلى طفلكِ يشعر أنكِ ترين أن مشاعره تافهة أو غير مهمة فى نظركِ ولكن بالعكس يجب عليكِ فى البداية أن تتقبلى مشاعر طفلكِ حتى تساعدي طفلكِ على الهدوء مما سيجعله أقل عرضة للانفجار غاضبا. إذا توقف طفلكِ عن سلوكياته السلبية الغاضبة فعليكِ أن تقومى بالثناء عليه ولكن إذا استمر فى سلوكياته السلبية فعليه أن يعلم أن هذا الأسلوب ستكون له عواقب.