* المشاكل العائلية تؤثر سلبياً على المخ * يفضل أن يكون الجدال بعيدا عن مرآى ومسمع الأطفال إن الاختلاف في الرأي بين الزوجين أمر طبيعي كثيرا ما يحدث، إلا أن الخلافات المتكررة، والتي تصل إلى مرحلة ما بعد اختلاف الرأي «النقاش الطويل» تؤثر على نفسية وصحة الأطفال بشكل سلبي، وهذا ما تشير إليه الدراسات الحديثة.  حيث أكدت الدراسات الحديثة التي أقيمت حول موضوع أثر الخلافات الزوجية على الأبناء، أن تلك المشاكل العائلية وخصوصا بين الأبوين لها أثر سلبي على مخ الطفل تحديدا، حيث إن الرضيع يستجيب لنبرة الغضب في الصوت حتى وهو نائم، أما عن تأثيرها على الطفل أو البالغ فيكون أكبر.  وقد أجرى الباحثون دراسة على 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنة، بعد أن حضروا جميعا لمختبر الأبحاث في التوقيت المعتاد لنوم هؤلاء الأطفال، وبينما كان هؤلاء الأطفال نائمين، كان هناك صوت رجل يردد جملة لا معنى لها بنبرات عدة للصوت، تتراوح بين الغضب الشديد والغضب العادي ونبرة سعيدة، وأخيراً نبرة الصوت المعتاد، وكانت المفاجأة أنه أثناء النوم ظهر نموذج معين خاص بوظائف المخ يتأثر بنبرة العواطف الموجودة في الصوت.  وأوضحت هذه الدراسات أن أثر الخلافات الزوجية على الأبناء والضغوط والتوترات والقلق الذي يسود جو العائلة مثل: سوء التعامل أو عدم الاستقرار النفسي له عواقب سيئة على نمو الطفل بشكل عام، والنمو الوظيفي للمخ بشكل خاص.  أما عن أثر الخلافات الزوجية على الأبناء من ناحية نومهم، فقد أكدت دراسات أميركية أقيمت على 54 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 و9 سنوات، حيث تبين بعد عمل مقابلات مع الأطفال وأسرهم، وسؤال الأطفال عن حياتهم في الأسرة فضلا عن ارتداء الأطفال لجهاز يشبه الساعة يقيس نماذج النوم لديهم عن طريق رصد حركات أجسادهم، تبين أن الخلافات الزوجية تنقص نحو 30 دقيقة من نوم الطفل.  وتكمن المشكلة الحقيقية في أثر الخلافات الزوجية على الأبناء بعدم شعورهم بالأمان والاستقرار، حيث إن وظيفة المنزل يجب أن تكون عكس ذلك تماما، فضلا عن شعورهم بالذنب، وتنامي الإحساس لديهم بأنهم سبب الخلافات بين الوالدين، حيث إن عقلية الطفل تعتقد أن العالم يتفاعل مع تصرفاتهم حتى ولو كانت خلافات الوالدين لا علاقة لها بهم إطلاقاً.  أمّا عن أثر الخلافات الزوجية على الأبناء جسديا، فهذا يبدو واضحا وتتمثل هذه الأعراض الجسدية في:  - الصداع المتكرر. - فقدان الشهية وبالتالي فقدان الوزن. - ألم في البطن. - التبول اللاإرادي. - وقد تتفاقم إلى حد الإغماء.  وقد يظن بعض الآباء أن الخلافات الزوجية الدائمة وعدم التفاهم لا يؤثران على صحة أطفالهم النفسية طالما لم يكن هناك عنف ملحوظ بين الأبوين سواء على المستوى الفعلي أو اللفظي، لكن الحقيقة أن مجرد عدم وجود التفاهم الكافي والألفة بين الزوجين يله تأثير سلبي واضح، وتكرار هذه الخلافات يزيد من الضغوط على نفسية وصحة أطفالهم، لذا على الآباء العمل على حل الخلافات الموجودة، كما يفضل أن يكون الجدال بعيدا عن مرآى ومسمع الأطفال لضمان عدم تأثرهم السلبي بها.