هناك العديد من الأمور التى يمكن للأب والأم فعلها لمساعدة طفلهما الذى يعانى من التوحد على مواجهة التحديات المختلفة، مع الوضع فى الاعتبار أنه يجب على الأهل وخاصة الأم الحصول على الدعم اللازم لمساندتها فى هذا الأمر. ويجب على الأم أن تعلم أنه إذا كان طفلها مصابا بالتوحد فهذا الأمر لا يعنى أنها يجب ألا تهتم أو تعتنى بنفسها ويجب ألا تفكر مثلا أن الاعتناء بنفسها هو نوع من الأنانية. يجب على الأم أن تكون قوية من الناحية العاطفية حتى تتمكن من مساعدة طفلها والوقوف بجانبه. إذا تم تشخيص طفلكِ بأنه مصاب بالتوحد فإنكِ بالتأكيد ستفكرين فيما يجب فعله مع الوضع فى الاعتبار أن هذا التشخيص هو أمر بالتأكيد لن تكون الأم مستعدة له على الإطلاق بل إنه قد يكون أمرا مخيفا للأم وللعائلة بأكملها. قد تتردد الأم بشأن الطريقة أو العلاج الذى يجب أن تتبعه مع مرض الطفل، أو قد تشعر الأم بالإحباط أحيانا لأنها يقال لها على سبيل المثال إن التوحد مرض لا يمكن الشفاء منه وأنه ليس بيدها شيء يمكنها أن تفعله. وبالتأكيد فإن التوحد ليس مرضا ينتهى بسهولة أو يظل مع الطفل فترة ويختفى، ولكنه فى نفس الوقت مرض له الكثير من العلاجات والطرق التى من شأنها تعليم الطفل عددا من المهارات ومساعدته فى التحديات الخاصة بالنمو والتطور التى تواجهه. وفى حقيقة الأمر فعلى الأم أن تعلم أنه مع طرق العلاج الصحيحة ومع الكثير من الدعم والحب فإن الطفل المصاب بالتوحد سيكون بخير. إذا تم تشخيص طفلكِ على أنه مصاب بالتوحد فيجب أن تبدئي فى البحث عن العلاج على الفور ولا تنتظرى أبدا لتكتشفى ما إذا كان طفلكِ يعانى من أمر ما بسيط ولكنه سيختفى مع الوقت، واعلمى أنه كلما بدأ علاج الطفل المصاب بالتوحد مبكرا فإن فرص شفائه ستكون أعلى. ويجب أن تعلمى أيضا أنه كلما كان التدخل فى علاج طفلك مبكرا فإن هذا الأمر سيجعل مراحل تنمية الطفل أكثر سلاسة وسيقلل من الأعراض التى ستظهر على الطفل بسبب مرض مثل التوحد. إن الطفل الذى يعانى من التوحد عادة ما يواجه صعوبة فى تعلم أمور معينة فى أماكن مختلفة مثل عيادة الطبيب أو المدرسة أو حتى المنزل. وعلى سبيل المثال فإن الطفل قد يستخدم لغة الإشارة فى المدرسة ولكنه لا يفكر فى الاعتماد على هذا الأمر فى المنزل. يجب على الأم أن تخلق نوعا من الاستمرارية والنظام فى حياة طفلها المصاب بالتوحد مثلا عن طريق أن تقومى باتباع نفس طريقة الطبيب فى التعامل مع الطفل ولكن فى المنزل. يجب أيضا أن تكون طريقة تعاملكِ مع الطفل ومع سلوكياته المختلفة واحدة فى كل الأوقات، واعلمى أن طفلكِ المصاب بالتوحد يكون فى أفضل حال عندما يكون يومه يعتمد على جدول وروتين منتظم. قومى بإعداد جدول محدد لطفلكِ به مواعيد للوجبات وللعلاج وللمدرسة بالإضافة لمواعيد النوم، مع الوضع فى الاعتبار أنه إذا كان هناك تغيير بسيط فى روتين طفلك فيجب أن تعديه لهذا الأمر مسبقا. خصصى مكانا محددا لطفلكِ فى المنزل يمكنه أن يسترخى فيه ويشعر فيه بالأمان مع الحرص على تأمين المنزل تماما وخاصة أن طفلكِ المصاب بالتوحد قد يصاب بنوبات غضب أو قد يميل لأن يؤذى نفسه. هناك الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد الذين عادة ما يفكرون من خلال الصور وليس من خلال اللغة حيث تكون أفكار الطفل مثل الفيديو الموجود داخل مخه. إن الطفل المصاب بالتوحد يمكن تشتيت انتباهه من خلال عدد من الأمور مثل الأضواء والروائح والأصوات المختلفة. يمكنكِ أن تتواصلى مع طفلكِ المصاب بالتوحد ليس عن طريق الكلام ولكن عن طريق النظر إليه ولمسه وعن طريق لغة الجسد ونبرة الصوت. يجب أن تنتبهى جيدا للأصوات التى يصدرها طفلكِ ولتعبيرات وجهه وللطريقة التى يعبر بها عن شعوره بالتعب والجوع. يجب أن تخصصى وقتا للعب طفلكِ المصاب بالتوحد حتى لا تكون حياته كلها تتمحور حول العلاج فقط.