القاهرة ـ العرب اليوم
تحلم كل الأمهات بالوقت الذي يستطيع فيه الطفل الدارج القيام ببعض المسؤوليات، كأن يصب لنفسه كوب الماء مثلاً. يمكن للطفل الصغير أن يتعلم هذا النوع من الأعمال والمسؤوليات في مرحلة مبكرة وعمره لايزال سنتين، لكن لا يعني ذلك أنه يمكنك إعطائه مسؤوليات متسلسلة تحتاج إلى متابعتها زمنياً. يمكنك الاستفادة من رغبة الطفل في التقليد وهو في عمر عامين وتكليفه ببعض الأعمال، لأنه سيشعر بأحاسيس إيجابية عندما ينجز المطلوب منه، وسيغذي ذلك الشعور بالمسؤولية لديه، خاصة عندما تتم مكافأته بأحضان وقبلات من والديه، وإشادة بالعمل الذي قام به. ستتطور الأعمال التي يقوم بها الطفل بين عمر سنتين و4 سنوات عندما يلتحق بالمدرسة، سيصبح قادراً على ارتداء ملابسه، ووضعها في سلة الغسيل، وأن يوفق بين زوج الجوارب النظيف الخاص به، وما شابه من أعمال منزلية خاصة به. متى تبدأ الأم في تدريب الطفل على أولى هذه الخطوات؟ قبل بلوغه سنتين، بل يمكن أن يبدأ ذلك في سن 18 شهراً. من المهام المثالية للأطفال ترتيب الدمى والألعاب الخاصة بهم، لكن عليك خفض التوقعات الخاصة بك فيما يتعلق بجودة الترتيب الذي يستطيعه، فالمسألة تدريبية هدفها المسؤولية وليس الحصول على نتائج معينة، لذلك لابد من الإشادة بكل ما يقوم به الطفل. عليك أيضاً جعل الأمر ممتعاً، وكأنه جزء من اللعب، فهذا ما يجعل طفلك مهتماً بالأمر وعلى استعداد لمواصلته. مثلاً عندما يبلغ طفلك 3 أعوام يمكنك تحديه، بأن يقوم بوضع ملابسه في سلة الغسيل قبل أن تنتهي من طي المنشفة الكبيرة النظيفة، مثل هذه الأمور ستجعل الأعمال محببة. يجب التنبه إلى أن نقد للطفل خلال إصلاح ما قام به سيترجمه باعتبار أنه لم ينجح في عمل المطلوب منه، وسيفقد رغبته في مواصلة هذه الأعمال، عليك الإشادة به وبعمله على طول الخط أياً كانت الجودة. عليك أيضاً مراعاة أن الطفل لديه ذاكرة قصيرة للغاية، ويحتاج إلى إعادة توجيه في كل مرة يقوم بها بالعمل حتى لو كان قد قام به في صباح نفس اليوم.