أكد الدكتور مدحت أبو زيد، أستاذ الطب النفسى بجامعة الإسكندرية، أن الطبيب المعالج يعتقد أن علاج قلق الطفل يكون بمجرد التدخل العلاجى مع الطفل نفسه وينتهى الأمر على ذلك، بل الأحرى أن يمزج ذلك بتدخلات مع الوالدين أيضاً أو حتى مع الأسرة كلها، لأن الطفل لم يصب بالقلق فى معزل عن أسرته، وكذلك لن يشفى منه بمعزل أيضاً عن أسرته. وأشار "أبو زيد" إلى دراسات عديدة أكدت تلك الحقيقة العلاجية، منها دراسة بيرنشتين مع شو، وذلك لأن تواجد الآباء والأمهات فى المواقف العلاجية يفيد فى العلاج، أما فى التدخل العلاجى لهم لتحسين التوظيف الأسرى، وأما لتدعيم الطفل كما يحدث فى مواقف العمليات الجراحية والتخدير للطفل وهكذا. وعن أهمية فحص تقديرات الوالدين والمعلمين لقلق الأطفال، أكد أنه قد لا يكتفى الطبيب المعالج بالتقديرات الذاتية التى يقرها الطفل عن نفسه فيما يتعلق بالقلق، ولكنه يمازج بينها وبين تقديرات الوالدين لقلق الطفل، وكذلك انطباع المعلمين لهذا الغرض أيضاً، وبذلك يتكون لديه بروفيل كامل شامل عن تقديرات قلق الطفل الذى يريد علاجه. وأوضح "أبو زيد" أنه على الطبيب المعالج أن يصنع مصفوفة ارتباطية تتكون خلاياها من معاملات ارتباط خاصة بالطفل نفسه، ووالده، ووالدته، ومعلميه، وإذا أراد أن يزيد عليها تقديرات الأقران لقلق هذا الطفل، فضلاً عن تقديراته هو نفسه بوصفه معالجاً.وقال "أبو زيد"، لقد أثبتت لنا مخرجات عديد من الدراسات أن العلاجات الجماعية للأطفال تفوق فى عائدها العلاجات الفردية، وأكدت لنا دراسات أخرى أن البرامج قصيرة الأجل أفضل من طويلة الأجل، خاصة مع الأطفال، وأن الجلسات القصيرة أفضل من الجلسات الطويلة بحيث لا تزيد الجلسة عن 45 دقيقة خاصة مع الأطفال، وأنه من المتعين احتواء الجلسات على متغيرات لعب وترفيه تجنباً لملل الطفل أو مقاومته الإضافية.