سيقابل طفلكِ فى يوم من الأيام- حتى لو لم يكن اليوم قد جاء بعد- طفلا أو شخصا من ذوى أو متحدى الإعاقة أو ذوى الحاجات الخاصة، وقد يكون أحد زملائه فى الفصل المدرسى حتى، ولذلك عليكِ أن تستعدى لهذا الأمر لأن الطفل سيطرح عليكِ الكثير من الأسئلة مع الوضع فى الاعتبار أن طريقة ردكِ عليه ستكون عاملا أساسيا ومؤثرا فى طريقة تعامله مع ذوى الإعاقة وذوى الحاجات الخاصة. وعلى الأم أن تعلم أن طفلها فى الفترة ما بين خمسة وثمانية أعوام سيتعلم كيف يتعامل بطريقة مهذبة مع الأطفال متحدى الإعاقة بل إنه سيساعدهم فى كثير من الأمور سواء كانوا أصدقاء أم من أفراد العائلة. إن الطفل فى البداية سينتبه للأشخاص أو الأطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية ولكنه مع الوقت سينتبه أيضا للأطفال الذين يعانون من مشاكل فى السمع وصعوبات التعلم والمشاكل السلوكية. إن طفلكِ قد يلاحظ أن هناك مثلا طفلا فى مثل عمره ولكنه لا يتحدث مثله بسبب أنه يعانى من متلازمة داون وسيبدأ طفلكِ بالطبع فى طرح الأسئلة والتساؤل عن سبب إعاقة الطفل وفى تلك الحالة عليكِ أن تعلمى الطفل كيف يتقبل الآخر المختلف عنه بسبب مرض أو إعاقة وكيف أنه يجب عليه أن يعامل الجميع باحترام. حاولى أن تقومى بإرضاء فضول طفلكِ وعلى سبيل المثال إذا وجدتِ أنه ينظر بتركيز شديد لطفل آخر يعانى من إعاقة تجعله لا يمشى بطريقة طبيعية فيمكنكِ أن تقولى لطفلكِ إنك لاحظتِ طريقة نظره للطفل الآخر وبعد ذلك اشرحى له أن الطفل الآخر مريض وهذا هو السبب الذى يجعله يمشى بطريقة غريبة بعض الشيء ولكنه بالتأكيد يحب اللعب والتواصل مع الآخرين. احرصى على أن تكون إجاباتكِ على أسئلة طفلكِ قصيرة وواضحة وعملية مع الابتعاد عن الدخول فى التفاصيل وهو الأمر الذى قد يثير مشاعر الطفل ويجعله حزينا ويمكنكِ أن تقومى باتباع تلك الطريقة مثلا عندما يسأل الطفل عن سبب جلوس طفل آخر صديق له أو غريب عنه على كرسى متحرك. يجب أن تنتبهى جيدا للطريقة أو الألفاظ التى تقومين باستخدامها عند وصف الأشخاص من ذوى الحاجات الخاصة أو متحدى الإعاقة لطفلكِ ويجب أن تركزى فى حديثكِ على الشخص نفسه وليس الإعاقة التى يعانى منها. وإذا كان الطفل لا يعانى من إعاقة فلا تقولى إنه طفل طبيعى لأن الكلمة توحى بأن الأطفال الآخرين غير طبيعيين. إذا كنتِ مع طفلكِ ورأيتما طفلا من ذوى الحاجات الخاصة فلا تقولى له لا تنظر للطفل ولا تقوما بالمشى مبتعدين عنه وحاولى أن تجذبى انتباه طفلكِ للأمور المشتركة ما بينه وبين الطفل متحدى الإعاقة مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الطفل على الأرجح لديه نفس هوايات واهتمامات طفلكِ. يمكنكِ أن تساعدى طفلكِ فى البحث على الإنترنت عن أنواع الإعاقة المختلفة حتى يكون الطفل على دراية وحساسا تجاه معاناة الآخرين. وعليكِ أن تجعلى طفلكِ يدرك أن معاناة طفل آخر من إعاقة جسدية أمر لا يعنى أنه لن يستطيع أن يستوعب ما يجرى حوله وأن يفهم الآخرين. لا تسمحى لطفلكِ على الإطلاق أن يسخر من إعاقات الآخرين أو يستخف بهم أو أن يستخدم لوصفهم كلمات مثل متخلف أو غبى وإذا حدث هذا الأمر فعلى طفلكِ أن يعتذر لمن أساء إليه وجرح مشاعره. إذا سألكِ طفلك مثلا لماذا لا يتحدث طفل يعانى من إعاقة مثله فيمكنكِ أن تقولى له إنه يعانى من مشكلة فى عضلاته تجعل من الصعوبة عليه أن يتكلم بطريقة عادية. عليكِ أن تشرحى لطفلكِ أن الطفل الذى يعانى من إعاقة نفسية أو جسدية يواجه الكثير من الأمور الصعبة الخاصة بكيفية التواصل مع الآخرين على سبيل المثال.