القاهرة - العرب اليوم
تعبر الأم دائما عن رغبتها فى أن يتحدث طفلها بصوت منخفض، وليس مرتفعا، وهو الصوت الذى كثيرا ما يعتمد الطفل عليه. وعلى الأم أن تعلم أن تحدث طفلها بصوت معتدل يعتبر مهارة يجب عليه تعلمها، مع اعتبار أن الأم فى كثير من الأحيان قد تفقد صبرها مع الطفل، وخاصة إذا بدأ فى التحدث بعنف أو بصوت عالٍ عندما لا يتم إعطاؤه إجابة عن سؤال معين. وعادة فإن سلوكيات الطفل السلبية مثل الصراخ والدفع والضرب تكون رده على أى استفزاز قد يراه، وفى تلك الحالة يكون على الأم التدخل بالطبع لتحسين سلوكيات طفلها.
يجب عليكِ كأم أن تفكرى فى الدافع وراء سلوكيات طفلكِ العدائية وصوته العالى لأن تلك الأمور قد تعنى أن الطفل محبط. وقد يكون الصوت العالى طريقة الطفل للتواصل داخل منزله، الذى يتحدث فيه الجميع بصوت عالٍ. وفى بعض الأحيان فإن صوت الطفل العالى قد يكون لسبب طبى مثل التهابات الأذن والحساسية، وهى أمور قد تؤثر على سمع الطفل. أحيانا قد يعتقد الطفل أن الصوت العالى فقط هو وسيلته لأن يسمعه الجميع من حوله. وعلى الأم أن تلاحظ ما إذا كان صوت طفلها العالى مرتبطا بزمان، أو مكان أو نشاط معين، وفى تلك الحالة، فعلى الأم أن تحاول أن تجعل الطفل يستبدل صوته العالى بمستوى أكثر مناسبة من الصوت.
أحيانا قد لا يفهم الطفل الفرق بين درجة الصوت العالى ودرجة الصوت المعتدل، ولذلك عليكِ أن تعلمى طفلكِ الفرق بين أن يكون صوته عاليا، وأن تكون درجة أو نبرة صوته مرتفعة. ويمكنكِ أن تتدربى مع طفلكِ على درجة الصوت الذى تريدينه أن يتحدث بها، وأيضا عليكِ أن تتحدثى معه عن درجات صوته فى الأماكن المختلفة، ومتى يجب عليه أن يستخدم درجة صوت معينة طبقا للمكان الموجود فيه. فمثلا على الطفل أن يتعلم أن صوته فى المكتبة يجب أن يكون مختلفا عن صوته في حديقة الألعاب. وإذا لم يكن صوت طفلكِ العالى يرجع لسبب طبى، وليس له علاقة بسمع أو أذن الطفل، فيجب عليكِ أن تحاولى اكتشاف سبب استخدام الطفل لنبرة صوت مرتفعة. وأحيانا قد يكون صوت الطفل العالى بسبب إحساسه أنه يتم تجاهله داخل المنزل، ولذلك فإنه سيظل يستخدم نبرة صوت مرتفعة حتى يحصل على اهتمام أمه أو مَن معه فى المنزل. وقد تكون طبيعة الطفل أن صوته عالٍ، وفى تلك الحالة عليكِ ألا تطلبى منه عدم الكلام، لأن هذا الأمر قد يحبطه،
ولذلك فمن الأفضل فى تلك الحالة أن تعلمى طفلكِ طريقة الكلام المناسبة وتأثير الصوت العالى عليه. وعليكِ أن تتجنبى تماما أن تتحدثى مع الطفل بصوت عالٍ حتى لا يتحول الأمر لأن يصرخ الطفل، وأنتِ أيضا فى المقابل تصرخين فى وجهه. إذا كنتِ ستصطحبين طفلكِ للخروج فى مكان ما مثل مطعم أو مكتبة أو إذا كنتم داخل السيارة لفترة طويلة، فيجب أن يكون معكِ بعض الوجبات الخفيفة أو الأغراض التى من شأنها أن تسلى الطفل، مع اعتبار أن الدافع وراء صوت الطفل العالى أحيانا قد يكون الملل. احرصى على أن يكون روتين طفلكِ قبل الذهاب للنوم مباشرة هادئا وهو أمر سيساعده هو على أن يكون أكثر هدوءا. يجب عليكِ أن تقومى بفحص سمع طفلكِ إذا كان يتحدث فى أوقات كثيرة بصفة مستمرة بصوت عالٍ. ويوصى الأطباء الآباء والأمهات بتدريب الطفل على التحكم بصوته من خلال تعليمه أخذ نفس عميق، إذ يساعد ذلك على الاسترخاء، ويعلمه استعمال طبقات مختلفة من الصوت من خلال القراءة، ويتم ذلك بأن يقوم الآباء بالتحدث بصوت عالٍ تارة، وبصوت منخفض تارة، وبصوت هامس تارة أثناء القراءة للطفل، حتى يتعلم ذلك منهم.