الثورة العرابية الكبري

اكد مشاركون في مؤتمر عقده المجلس الأعلى للشباب بالتعاون مع نادي الثورة العربية الكبرى اخيرا، ان الحاجة باتت ملحة لتعريف الشباب العربي عامة والشباب الاردني خاصة بمضامين "النهضة الفكرية والتحررية" التي سعى وعمل لها الشريف الحسين بن علي ورجالات العرب والاردنيين في سبيل نيل الأُمة حقوقها وحريتها والتخلص من الظلم وسياسة التجهيل.

ورأى شباب وطلبة جامعيون شاركوا في مسيرة تتبع الثورة العربية الكبرى أن هذه الحاجة باتت ملحة أكثر في أيامنا هذه كون الامة العربية تعاني في حاضرها حالة تمزق، ويطمع بها أعداء كثر حتى أضحت أُمة تقاتل بعضها فيما شعوبها تبحث عن إنقاذ دولها ومستقبل اجيالها.

تقول الطالبة الجامعية بشرى عطا الكعابنة ان وسائل الاعلام مطالبة بنشر تاريخ هذه الثورة وتزويد شباب الامة بكل معلوماتها خصوصاً ان "هناك معلومات مغلوطة دارت حولها والحقت بالثورة العربية الكبرى ظلماً ولا بد من تصحيحها" بحسب تعبيرها.

وتضيف ان نشر الثقافة بمضامين هذه الثورة وما تعرضت له الأُمة من حكم الاستعمار سابقا وما تشهده المنطقة من تدمير ونهب لثرواتها وتشريد شعوبها، تؤكد كلها استهداف هذه الامة التي يجب ان تتوحد بلدانها وتبدأ نهضتها من جديد كما سار عليها الأوائل.

وبينت الطالبة الجامعية عالية الشيشاني ان الشريف الحسين بن علي أراد أن يحقق مصالح العرب ليعيشوا في اطار الحرية والاستقرار والامن، خاصة ان العرب كانوا مستبعدين وتم اضعاف دورهم وتطلعاتهم، مشيرة الى أن مراسلات الشريف الحسين بن علي - مكماهون، التي كان يؤكد على تحقيق بنودها الشريف الحسين لاقت تشويهاً من بعض المؤرخين.

ويقول الطالب الجامعي حسن عبدالعزيز العرواني، ان انشاء دولة عربية موحدة والنهوض بالشأن الاقتصادي وصون الثروات الطبيعية ومكافحة البطالة والجهل والمرض كانت من جملة اهداف الثورة العربية الكبرى، لافتاً الى ان الاهداف العسكرية والحفاظ على العمق الجنوبي وخطوط المواصلات في المناطق البرية وبناء قوات مسلحة عربية حديثة وتنمية الشعور القومي وإحياء الارث العربي كلها قيم أكدت عليها ثورة العرب وجعلتها اهدافاً لها.

ويطالب الطالب الجامعي احمد عادل السعود بضرورة توثيق ما دعت اليه الثورة العربية لتكون مرجعاً لشعوب الامة وشبابها بحيث يتناول التوثيق العمليات العسكرية فوق الارض الاردنية وما شكلته من مسرح حربي في ما بعد في الحجاز والاردن والشام، إضافة لما ترمز له الوان علم هذه الثورة، وتناول شخصياتها ورجالاتها بمن فيهم الشخصيات الاردنية.

ويبين الباحث، رئيس نادي الثورة العربية الكبرى الدكتور بكر خاز المجالي الذي اعد موسوعة خاصة تعنى بالثورة، أهمية توعية الشباب وفهمهم للثورة العربية من خلال اظهار مبادئها النبيلة واهدافها في الحياة والحرية والوحدة من خلال الاطلاع على مضامينها وتتبع مساراتها والمعارك التي خاضها رجالاتها ميدانيا واسماء الشهداء والجرحى.

ويقول ان نقل الشباب الى أرض الثورة العربية الكبرى والتعرف على مختلف مواقعها من شأنه أن يعزز مدارك شبابنا في مختلف مواقعهم وهو ما سعى اليه المجلس الاعلى للشباب بالتعاون مع النادي في تنظيم مسيرة لإطلاع الشباب الاردني على مواقع الثورة حيث زاروا مناطق الجيزة والقطرانة وميدان معركة الطفيلة وميدان الثورة العربية الكبرى والعيس والحسا وعنيزة والقلعة الملوكية والجبل المحصن.

ودعا المجالي الى ان يكون الاعلام متواصلاً مع القطاع الشبابي في تناول موضوعات الثورة من خلال عرض الوثائق والمخطوطات والصور والمواقع والتعريف بشخصياتها، وصولاً الى المشاهدة على أرض الواقع لتعزيز ثقافة الشباب بأهداف ونتائج هذه الثورة والدروس المستخلصة منها ،وخصوصاً ان الأمة العربية تواجه مخاضاً يهدد مستقبلها في الوجود.