أبوظبي ـ وام
برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تبدأ بعد غد فعاليات احتفالية دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للإنترنت الآمن "معا لنجعل الإنترنت أفضل استخداما " الدورة الثانية عشرة.
وكشف اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب عن مشاركة وتعاون ما يزيد عن 35 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية والقطاع الخاص في فعاليات الاحتفالية التي يشرف عليها برنامج خليفة لتمكين الطلاب "اقدر" خلال الفترة الزمنية الممتدة من 10 إلى 14 فبراير الجاري.
وقال في مؤتمر صحافي اليوم في مبنى القيادة العامة لشرطة أبوظبي إن انطلاق هذه الفعاليات خطوة تعزز ترسيخ مفاهيم العمل المؤسسي المشترك بين الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني لإيجاد آليات تطوير حلقات التواصل والتعاون المستدام على نحو يتطابق مع استراتيجية برنامج خليفة لتمكين الطلاب بتوحيد الجهود الموجهة إلى الفئات الطلابية.
وذكر أن الفعاليات ستكون على مستوى الدولة بهدف التوعية بمخاطر التعامل غير الآمن مع الإنترنت وإساءة استعماله والتعريف بكيفية التعامل الآمن والتوعية بمواد القانون الاتحادي رقم "5" لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات وتعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية لاستخدام أفضل وآمن للإنترنت.
واعتبر التوعية بتلك القضايا غاية في الأهمية وواجبا وطنيا ومسؤولية مشتركة بين جميع المعنيين لحماية مجتمعاتنا وأبنائنا من أي مخاطر قد يتعرضون إليها عبر الإنترنت تحقيقا للاستخدام الآمن والمقصود به "الاستخدام الأمثل والأفضل للإنترنت فكريا وصحيا وأخلاقيا واجتماعيا وليس فقط المخاطر الأخلاقية حسبما يتبادر إلى البعض وفق تعبيره.
وتطرق الأمين العام إلى أهمية دور أولياء الأمور في توعية الأبناء في التعامل الآمن مع الإنترنت قائلا إنه يجب على الآباء توجيه أبنائهم نحو الاستخدام الآمن للإنترنت والتقنيات الحديثة وتوفير الحماية لهم من سوء استخدامه أو الاستغلال من قبل الآخرين وذلك بتدريب وتعليم الأبناء على حماية خصوصيتهم وعدم نشر أية معلومات أو بيانات أو صور أو غيرها قد ي ساء استغلالها.
وشدد على مسألة تقنين وتحديد أوقات استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة لتجنيب الأبناء إدمان الإنترنت وبناء علاقة إيجابية معهم وضرورة تواصلهم في حال تعرضهم لاستغلال أو ابتزاز أو تهديد من قبل أحد الأشخاص ومتابعتهم للتعرف إلى ما يصل إليهم من رسائل أو بيانات وتدريبهم على التعامل مع الرسائل مجهولة الهوية وتعريفهم وتوعيتهم بالأحكام القانونية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية ومخاطرها.
وتحدث المهندس محمد غياث المدير العام لـ"برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي" خلال المؤتمر الصحفي عن بناء ثقافة الاستخدام الآمن والأمثل للتكنولوجيا والإنترنت حاليا ومستقبلا لحماية الأبناء مقابل تعزيز تضافر الجهود وتنسيق العمليات التوعوية بين الجهات ..مشيرا إلى ضرورة تشكيل لجنة عمل مشتركة عالية المستوى لتوحيد الجهود والتنسيق المشترك وتبادل المعلومات والمشورة لوضع خطة ومنهجية متكاملة لتوعية الأبناء ودعم الحصول على بيانات حديثة توضح طبيعة وحجم الاستخدام غير الملائم للتكنولوجيا والإنترنت في الدولة.
**********----------********** وتابع ان تلك المعلومات ستمكن الجهات المعنية من إجراء دراسات وأبحاث في هذا المجال وتشجيع الجهات البحثية على التركيز في هذا المجال أيضا.
وأشار إلى أن للتكنولوجيا والإنترنت دورا محوريا على نحو متزايد في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمستقبل لدولة الإمارات العربية المتحدة ويعدان مكونا رئيسيا في منظومة تعليم طلاب الإمارات لإعداد جيل المستقبل ولذلك فإنه من الضروري الحرص على توعية طلابنا.
وفي سياق المؤتمر الصحفي أوضح العقيد الخبير الدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب أن الإمارات من الدول المتقدمة في استخدام الإنترنت حيث تعد الأولى عربيا والتاسعة عشرة عالميا في مؤشر تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "IDT" العالمي في ما يتوقع وصول نسبة انتشار الإنترنت إلى نحو 90 في المائة من السكان العام الجاري حسب تصنيف بزنس مونيتور انترناشيونال "BMI" في حين بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت حسب إحصاءات 2014 في الإمارات العربية المتحدة 92 في المائة من عدد السكان وعدد حسابات "فيسبوك" خمسة ملايين حساب.
وعلق الدبل على ذلك قائلا إنه يمثل تحديا هائلا أمام الجميع متسائلا كيف يمكن الاستفادة القصوى من الإنترنت مع الحد والتقليل من أضراره إلى أقصى درجة ممكنة ..لافتا إلى أن عددا من الدراسات تشير إلى وجود مشكلة في تعامل النشء والشباب مع الإنترنت حيث كشفت أن 54 في المائة من أطفال الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 17 عاما تعر ضوا لموقف سيئ لدى استخدام الإنترنت.
وتابع أن التحديات والمشكلات دفعت الجميع إلى المشاركة في اليوم العالمي للإنترنت الآمن انطلاقا من الشعار المعتمد للدورة الحالية "معا لنجعل الإنترنت أفضل استخداما " وتم اعتماد شعار خاص لدولة الإمارات "معا لنجعل الإنترنت في الإمارات أفضل استخداما " موضحا أن هذه الدعوة تشمل جميع المؤسسات والهيئات والأسر والمعلمين والأفراد والشباب والصغار للعمل المشترك معا من أجل استخدام آمن ومسؤول لشبكة الإنترنت.
ولفت إلى أن الإنترنت أحدث تطورا هائلا في العالم كله وأحدث تغييرا جذريا وجوهريا في واقع المجتمعات وأسهم بشكل كبير في تسيير الحصول على المعلومات والأخبار وتطرق إلى تواصل الأفراد مع بعضهم البعض لاسيما مع انتشار الهواتف الذكية التي يسرت الحصول على خدمات الإنترنت في كل زمان ومكان.
وأكدت أمل الجسمي الخبيرة التربوية في إدارة الإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم دعم الوزارة مبادرات شركائها الاستراتيجيين ..معربة عن تقديرها لجهود وزارة الداخلية في حماية النشء وتنمية وعي الطلبة بالمخاطر والسلوكيات الدخيلة على المجتمع.
وقال الدكتور حامد النيادي رئيس إدارة الحلول المعرفية بشركة "نيولدج بيونت" للاستشارات التعليمية إن فعاليات المشاركة في اليوم العالمي للإنترنت الآمن تأتي انطلاقا من الوثيقة الوطنية لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب وذلك على محورين رئيسين أولهما تدريب وتأهيل المدرسين والمعلمين على كيفية آداب وأخلاقيات الاستخدام الآمن للإنترنت وكيفية إيصال هذه الرسائل إلى الطلاب والآخر من خلال إطلاق مسابقة "التواصل الإلكتروني" في دورتها الثالثة والتي تستهدف التوعية بآداب الإنترنت وكيفية التأكد من المعلومات وأخلاقيات التواصل الإلكتروني وكذلك التوعية بمواد القانون الاتحادي المعني بجرائم المعلومات والتقنيات الحديثة.