حافلة مدرسية

قضى طفل يبلغ من العمر 4 سنوات (روضة أولى)، ما يزيد على 3 ساعات في حافلة مدرسية استقلها بالخطأ، وذكر ولي أمر الطالب، أن المسألة تنطوي على إهمال واضح، نتج عنه ضياع ابنه دون معرفة مكانة لساعات، وما تبعه من تعرض الأهل لأزمة نفسية حادة، نتيجة القلق والخوف، مشيراً إلى أنه أبلغ مجلس الشارقة للتعليم، للتحقيق في الواقعة، لتفادي حدوثها مستقبلاً، وتعريض الطلبة للخطر.

وأكد الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، أن المجلس يضع أمن وسلامة الطلبة على رأس أولوياته، وأن لديهم خطة شاملة لتطوير منظومة العمل في المدارس الخاصة، بالتعاون مع الإدارات المدرسية، فيما دعت جمعية الإمارات لحماية الطفل إلى تشديد العقوبات لردع المتهاونين بسلامة الأطفال.

تفاصيل

ووفقاً لولي الأمر «سامح»، فإن الحافلة المدرسية التي يجب عليها إحضار طفله الطالب في مدرسة خاصة، تتبع المنهاج الوزاري في الشارقة، وصلت إلى مقر سكنهم، ولم يكن ابنه بداخلها، وبسؤال ولية الأمر، قرر السائق عدم ركوبه الحافلة، وبالتوجه بسرعة للمدرسة، تبين عدم معرفة أي شخص عن مكان وجود الطفل، وعليه، تم إبلاغ الشرطة، وباشر الجميع، من معلمين وهيئة إدارية، البحث داخل الفصول الدراسية ودورات المياه والحافلات التي أوصلت الطلبة وعادت، لكن دون جدوى، مشيراً إلى أنه مع مرور الوقت، تعرض هو وزوجته لحالة انهيار نفسي، وباتت المخاوف تساورهم من وقوع شيء لابنهم، حتى وصلت حافلة متأخرة إلى مقر المدرسة، لتبادر ولية الأمر بالبحث داخلها، حيث عُثر على ابنها في حالة يرثى لها من الخوف والإعياء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبقائه لمدة طويلة.

ولفت ولي الأمر إلى أنه توجّه إلى مركز الشرطة برفقة مديرة المدرسة، وتنازل عن محضره، مقابل عدم الإضرار بأي موظف إدارياً، مع وعد من الإدارة المدرسية المعنية بمعالجة أسباب وقوع الحادثة، لتفاديها مستقبلاً.

وقال: إن والدة الطفل توجهت عقب يومين من الواقعة للمدرسة، لإنهاء إجراءات إدارية، وفوجئت عند السؤال عن ابنها، أن الطالب غائب، حسب معلمة الصف، ومرة أخرى انطلق الموظفون للبحث، وبالطبع انهارت الأم غير مصدقة لما يحدث، باحثين في الباصات والصفوف والمرافق، وعثروا على الطفل في صف آخر، بادعاء أنهم لا يعرفون أسماء الطلاب، وأنه دخل الصف بالخطأ، وذكر ولي الأمر أنه قام بتسجيل شكوى رسمية في مجلس الشارقة للتعليم، باعتباره الجهة المشرفة على المدارس الخاصة في إمارة الشارقة.

حادثة مشابهة

وقعت حادثة مشابهة لإحدى طالبات مرحلة رياض الأطفال، حيث تم نسيانها داخل الفصل، ما يُوجب اتخاذ إجراءات تكفل عدم تكرارها، وهو الأمر الذي أكدت أهميته موزة الشومي نائب مدير جمعية الإمارات لحماية الطفل، التي ترى أن المسؤولية برمتها تقع على عاتق المدارس، وآلية تطبيقها لمعايير الأمن والسلامة، التي تفرض وجود مشرفة حافلة، الأمر الذي يبدو أنه غير متوفر في الحافلة المدرسية محل الواقعة، مطالبة بإلزام جميع المدارس بتركيب أنظمة ذكية في الحافلات، واتباع مبدأ المساءلة، واتخاذ عقوبات رادعة بحق من لا يتبع الإجراءات، كون الأمر يتعلق بسلامة الأبناء.

دورات

وأرجعت آمنة حمد الشامسي عضو مجلس إدارة جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية، ما يحدث من تقصير في أداء السائقين والمشرفات، إلى عدم إخضاع المذكورين إلى دورات تخصصية في تفقد الحافلات ومتابعة الطلبة والرقابة والإشراف على وجودهم في الحافلة، وحتى إنزالهم، وكذلك عدم وجود سائقين متفرغين في النقل المدرسي، وعدم إسناد مهمة النقل إلى الجهات المتخصصة في تشغيل الحافلات، حيث إن بعض المدارس الخاصة تسند مهمة النقل إلى مكاتب إيجار، ليس لها صلة في الشروط والقوانين الخاصة في النقل المدرسي، وهذا من وجهة نظر الشامسي، من أهم الأسباب التي تنجم عنها الحوادث.