برلين - وكالات
أظهرت دراسة ألمانية أميركية مشتركة وجود علاقة بين الضوضاء التي تحدثها الطائرات أثناء الليل وارتفاع ضغط الدم، وذلك عبر تحفيز إطلاق هرمون التوتر "الأدرينالين" والتسبب في تضييق الأوعية الدموية. وشملت الدراسة 75 شخصا تعرض بعضهم كل ليلة لضوضاء صادرة من محركات طائرات تبلغ شدتها 60 ديسيبل في غرف نومهم الخاصة. وقسمت العينة إلى ثلاث مجموعات: الأولى تعرضت أثناء نومها لضوضاء صادرة من تحليق 30 طائرة كل ليلة، والثانية تحملت ضوضاء صادرة من تحليق 60 طائرة، أما الثالثة فخلدت إلى النوم دون التعرض لأي ضوضاء. وصور الباحثون الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة بكاميرات الأشعة تحت الحمراء وقاسوا مستوى وظيفة الأوعية الدموية بمساعدة معدات الموجات فوق الصوتية. ويعد النوم المريح لفترة كافية أمرا أساسيا حتى يتمكن الإنسان من القيام بنشاطاته خلال النهار والحفاظ على صحته. ويقول العلماء إن الإزعاج أثناء النوم وخاصة حرمانه يمكن أن يؤدي إلى تطور أمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، وكان يعتقد أن جسم الإنسان قادر على التأقلم مع المؤثرات الخارجية كالضوضاء والخلود إلى النوم رغم وجودها. ولكن الباحثين لاحظوا أن المشاركين لم يستطيعوا التكيف مع ضوضاء الطائرات أثناء الليل، بل أدت الزيادة في عدد مرات تحليق الطائرات من 30 إلى 60 خلال ليلة واحدة بالنسبة للأشخاص الذين يخضعون للتجربة، إلى تدهور في وظيفة القلب والأوعية الدموية أكثر مما سجل عند من تعرضوا لضوضاء 60 طائرة منذ البداية. وأكد مدير الدراسة توماس مونسيل من مستشفى جامعة ماينز، أن هذه النتائج تعني أن الشخص لا يستطيع التكيف مع ضوضاء الطائرات بالتعرض لمزيد من الصوت، بل إن الضوضاء تؤدي إلى زيادة مستوى تلف الأوعية الدموية. كما أظهرت الدراسة أن تلف الأوعية الدموية يمكن علاجه بفيتامين "سي" لأنه يقيد حركة ذرات أو جزيئات الشوارد الحرة التي تكونت في الدم نتيجة الضوضاء، ولكن المؤلف الرئيسي للدراسة فرانك شميت من جامعة ماينز، أكد أن هذا لا يعني أن فيتامين "سي" يمكن ببساطة أن يستخدم كعلاج لآثار ضوضاء الطائرات. وتشير هذه الدراسة ودراسات أخرى سابقة إلى أن ضوضاء الطائرات يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.