نيويورك ـ وكالات
بين الأسطورة و الحقيقة التاريخية "صلاح الدين الأيوبي"، كتاب للدكتور عبد الرحمن عزام، وهو موضوع أطروحته للدكتوراه من جامعة أكسفورد، صدر عن دار "بلوز بري" . يتناول المؤلف شخصية صلاح الدين الأيوبي وكيف صاغ الغرب والشرق رؤيته لهذه الشخصية . و عن رؤية الغرب لصلاح الدين الأيوبى تحدث عزام وفقا لخالد عزب "الحياة اللندنية "، عن سمعة الأيوبى في الغرب و انتصاراته، و الطريقة التى كسر بها شوكة الصليبين، و تقبل الغرب للهزيمة و استيعابها، بإلقائها الضوء على المكارم الأخلاقية لصلاح الدين . و هو الأمر الذى حدث شيئا فشيئا في غضون قرن من وفاة صلاح الدين، من إشاعة اعتناق الناصر صلاح الدين للمسيحية، و تعميده سرا، و إشاعة البعض أن والدة الأيوبى انجليزية، ومغامراته في العشق بباريس، إلى أن يقودنا المؤلف لزيارة القيصر فيلهلم الثاني لمرقد صلاح الدين، وأصدر توجيهاته بترميمه على نفقته الخاصة . ولعل تلك اللحظة التي قام فيها خليفة الإمبراطور فريدريك بارباروسا الذي قاد الحملة الصليبية الثالثة مع ريتشارد الأول ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا، بتقديم فروض الولاء والتقدير لثأر سلفه البعيد في رأي عبد الرحمن عزام هي لحظة الذروة في الفصل بين شخصية صلاح الدين الأسطورية وشخصيته الحقيقة التاريخية. على الجانب الآخر في الشرق المسلم يرى عبد الرحمن عزام أن صورة صلاح الدين اتخذت شكلاً مغايراً، لم يكن المسلمون مهوسون بالحروب الصليبية كالغرب، و أن مصطلح الحروب الصليبية لم يكن مستخدماً حتى منتصف القرن التاسع عشر، وقد تم اقتباسه بشكل كبير من أوروبا. لكن الاحتــلال الأوروبــي لعدد كبير من البلدان العربية والإسلامية، استدعى آلام الحروب الصليبية التي كانت قد اندثرت، واستحضرت رؤية للحروب الصليبية، كما يرى عزام من منظور مناهض للإمبريالية، وعلى هـذا تم إحيـاء فكرة الجهاد وأسطورة صلاح الدين في المخيلة العربية الإسلامية.