برلين ـ د.ب.أ
12% من الشباب يعانون اضطراب النوم تقدر منظمة الصحة العالمية أن 20 إلى30% من سكان العالم الصناعي يعانون من اضطراب النوم بأشكال ودرجات مختلفة، وتنعكس هذه الحالة على 15% منهم بشكل إرهاق ظاهر أثناء العمل في النهار.
وإذ يحتفظ كل سكان الدول الصناعية تقريبًا بهاتف ذكي أو اثنين، لا يفارقانهم في العمل والسينما والفراش، فمن المتوقع أن تتفاقم حالة اضطراب النوم بفعل الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة.
ذكرت دراسة حديثة من جامعة بازل السويسرية بأن أطوال أشعة اللون الأزرق تنعكس سلبًا على ساعة الدماغ البيولوجية في المساء، وتتسبب بالأرق في معظم الحالات. قد ينطلق هذا الضوء من حهاز الكومبيوتر المحمول أو الهاتف الجوال أو العاتف الذكي...إلخ، لكن النتيجة واحدة وهي عدّ الخرفان لعدة ساعات في محاولة لطرد الأرق من العينين. ويصبح تأثير الضوء الأزرق على الدماغ أسوأ وأطول حين يستخدم في القراءة والبحث على صفحات الانترنت من دون نور الغرفة الاعتيادي.
وهذا يعني أن اللون الأزرق، الذي يعامل على اعتباره لون السلام والطمأنينية والراحة في الطب، يتحول بفعل طول موجاته إلى طارد للنعاس من العيون.
مثل تأثير القهوة
يشبه الباحث كريستيان كايوخن، من جامعة بازل الطبية السويسرية، تأثير الضوء الأزرق على الدماغ بتأثير الكافايين الموجود في القهوة. فلون الضوء الأزرق الصادر عن الصمامات الضوئية الثنائية، المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية، يؤثر في الساعة الداخلية للإنسان، لأنه يؤثر في هرمون ميلاتونين الذي يزداد فرزه في الظلام، ويقل في النهار.
وهكذا، يتحول ضوء الهاتف الذكي إلى حمام أزرق بارد يصحينا من النوم، بحسب كايوخن.
أجرى كايوخن تجاربه على 13 شاب من الجنسين، ومن المتمتعين بصحة جيدة، من أعمار تراوح بين 15 و17 سنة. وجعل الباحث المتطوعين، في مختبر النوم، يعملون مساء على أجهزة صغيرة تستخدم الضوء الأزرق. استخدم بعض الشباب نظارات خاصة مزودة بمرشح للون الأزرق، بينما استخدم الآخرون نظارات فيها زجاج عادي. وبعد ساعات على الأجهزة مساء، قاس الطبيب نسبة ملاتونين في دمائهم، فكانت نسبة هذه الهرمون لدى مستخدمي النظارات المفلترة اربعة أمثال نسبته بين مستخدمي النظارات العادية.
يراه الضرير فضلًا عن ذلك، ذكرت مجموعة النظارات المفلترة انهم عانوا من اضطراب النوم ومن تعب وضعف تركيز في الصباح الذي أعقب التجربة.