كثير من الأطباء يحذرون من كثرة التوتر والعنف المتلاحق، الذى يحيط بنا فى ظل الأحداث السياسية المختلفة، ولكن ما أظهرته الدراسات الحديثة أن التوتر والانفعال المستمر يؤدى إلى تغير كيمياء المخ بشكل كبير، على المدى البعيد، وهو ما يؤثر على صحة الإنسان العقلية.  المخ يستجيب بشكل كبير مع التوتر والقلق حيث يفرز بعض الهرمونات والتى من بينها الكورتيزول وهو هرمون يفرز من الغدة فوق الكلوية ويؤثر بشكل كبير على كل أعضاء الجسم. الإنسان أثناء التوتر ينشط العصب السمبثاوى وتبدأ ظهور أعراض الخوف والقلق، وتبدأ ضربات القلب فى الارتفاع ويحدث اضطرابات بالمعدة والجهاز الهضمى ويصاب البعض بمشاكل بالقولون العصبى وتحدث فى بعض الأوقات ضيق بالنفس مع انتفاضة فى شعر الجسم. وبعد كل تلك الأعراض وعند اختفاء مسبب التوتر يقوم الجسم بإعادة الأعضاء إلى وضعها الطبيعى وذلك من خلال إفراز بعض المواد الكيميائية المهدئة للجسم مثل الأندروفين وهى مواد مخدرة تعيد الجسم إلى حالة الاستكانة مرة أخرى.  ولكن فى حالة استمرار الضغوط بحيث تزيد لفترات طويلة من الوقت يحدث خلل فى النشاط الكيميائى للمخ، حيث لا يقدر المخ على إفراز المواد المهدئة عقب كل توتر نظرا لتلاحق التوترات هو ما يجعل الجسم فى حالة هياج مستمر وتتغير طباعه، فيتحول من الهدوء إلى العصبية والانفعال الشديد على أبسط الأمور.  كما تؤثر تلك الحالة على كل أعضاء الجسم وعلى جهاز المناعة، ويكون الإنسان عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض منها الضغط والقلب.  ويسبب ذلك على المدى البعيد فى حدوث ما يسمى بضمور خلايا المخ لما يلاقيه المخ من إجهاد مستمر. لذا ينصح بالابتعاد عن مصادر التوتر، لفترات طويلة كما يجب محاولة اللجوء إلى الطبيب سواء النفسى أو العضوى فور ظهور أى أعراض قد تكون مؤشرا لبداية تغيرات بالجسم من جراء الانفعال.