كشفت دراسة حديثة أجراها باحث سعودي عن التعددية اللغوية وثراء اللغات السامية العربية المحكية التي تزخر بها الأجزاء الواقعة في جنوب المملكة العربية السعودية. وأكدت الدراسة أن اللغة المهرية هي إحدى اللغات السامية العربية المحكية والمهددة بالإنقراض في جنوب المملكة. وكشف الطالب المبتعث وليد بن عبد الله الروساء في دراسته التي نال بموجبها درجة الدكتوراه من قسم اللسانيات من جامعة فلويدا بالولايات المتحدة الأمركية أن الدراسة تعد الأولى من نوعها على مستوى التراكيب التدوينية اللسانية للغات السامية في جنوب شبه الجزيرة العربية ، مشيرا أن تجدد التأكيد على حجم التعددية اللغوية والثراء المعرفي الذي تزخر به جنوب المملكة. وأثبتت الدراسة التي قدمها الطالب الروساء أن علم التراكيب التدويني والبعث اللغوي يعتبران من أبرز معالم العلوم اللسانيات المعاصرة ، حيث يتم وصف اللغة بناء على دراسة حقلية تطبق فيه النظريات الحديثة للغة. وقال الروساء في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : إن الدراسة هي الأولى من نوعها في بحث البناء اللغوي لجمل الاستفهام للغة المهرية" مبينا أنه ثمة أبحاث عدة تتناول اللغة المهرية ووصفها قواعدياً، ولكن لايوجد من تناول البناء الاستفهامي في أي بحث منشور طبقاُ للنظرية الحديثة للغة. وتضمنت الدراسة على سياقات معلوماتية عن علم اللغة الانثروبولوجي ، مبرهنة على ثراء اللغة المهرية التي يقطن كثير من ناطقيها في محافظة الخرخير التابعة لمنطقة نجران. يشار إلى أن أطروحة الطالب وليد الروساء التي نال بأثرها درجة الماجستير كانت عن التطابق الجزئي في اللهجة النجدية ، والذي يعتبر أبرز سمات اللغة العربية الفصحى. وأوضحت رسالة الدكتواره أن اللغة المهرية محمية طبيعيا وتمكنت من الحفاظ على كثير من صفاتها السامية القديمة ، ومن أبرزها محافظتها على الاصوات الاحتكاكية الاربعة، والتي لاتوجد باللغة العربية.