لم يدرك والدا نورة بأن الدقائق المعدودة التي جمعتهما وابنتهما كل ليلة وسط دثار وفير برفقة كتاب يروي حكايات وعلوما حياتية كانت كفيلة بصقل مهاراتها اللغوية واتقانها القراءة والتعبير في سن مبكرة. ووفق نتائج بحث للدورية البريطانية المتخصصة (بي.إم.جي) فإن القراءة للأطفال من شأنها العمل على تحفيز مزيد من التواصل الشفهي الذي يعزز بدوره التطور اللغوي للطفل كما تكاد منافع القراءة للأطفال تكون أعمق من غيرها من النشاطات والالعاب التفاعلية التي تجمع الطفل بالأشخاص البالغين. وفي هذا الشأن اطلعت وكالة الانباء الكويتية (كونا) على تجارب لأهالي 20 طفلا دون سن الدراسة (بين سنتين وخمس سنوات) في ما يخص القراءة لابنائهم حيث أفاد ذوو 10 من هؤلاء الاطفال بأنهم يقرأون لأبنائهم فعلا كلما سنحت لهم الفرصة لذلك. في المقابل ذكر أولياء أمور ستة من الاطفال أنهم يشاركون أطفالهم القراءة بين مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا بينما لفت أربعة منهم الى أنهم يقرؤون لاطفالهم يوميا. ولدى سؤال الاهل ما اذا كانوا يستخدمون لغة الجسد واشارات الاصابع أثناء قراءة القصة على أبنائهم أجاب 10 منهم بأنهم يقومون بذلك للاشارة الى شخصيات القصة في حين أجاب ثمانية بأنهم يشيرون الى الاحرف والشخصيات معا بينما ذكر اثنان بأنهما يشيران الى الاحرف دون غيرها. وتباينت إجابات الآباء عما إذا كان أطفالهم يستوقفونهم أثناء القراء للتعليق أو الاستفسار عن شخصيات أو أحداث أو ألوان أو أحرف يجدونها في القصة حيث أجاب 17 منهم بأن شخصيات القصة تشد أبناءهم أثناء القراءة ولا يملكون وقتها إلا أن يعلقوا أو يستفسروا عنها. وفي هذا الصدد قالت معلمة اللغة الانجليزية في حضانة (اندر فور) الاكاديمية التي تعتمد المنهج الامريكي ماريا دوغلاس إن الاطفال غالبا ما يربطون أحداث القصة وشخصياتها بالواقع ويحاولون تمثيل المشاهد الواردة فيها بعد مضي أيام على قراءتها. أما عن اهتمام الاطفال بالاشكال فذكر 10 آباء بأن أبناءهم كانوا يستفسرون عن الاشكال الهندسية في القصة في ما ذكر 10 من ذوي الاطفال أن أبناءهم تستوقفهم أشكال الاحرف ورسمها ما يؤكد ما جاء في بحث الدورية الطبية البريطانية من أن الاطفال وخلال مشاركتهم غيرهم من البالغين القراءة يتعلمون التمييز بين الاحرف وأن الكتابة تمثل كلمات مقروءة. وعلقت المعلمة ماريا على ذلك أيضا بقولها إن الاطفال فائقو الذكاء وهم أكثر اهتماما بالاحرف كما أنهم يتميزون بالفضول العالي لديهم لتعلم كلمات جديدة تقرأ على مسامعهم للمرة الاولى عند قراءة القصة. وردا على سؤال عن التواصل الشفهي بين الاطفال وذويهم أثناء قراءة القصة ذكر 11 من الآباء أنهم يناقشون تفاصيل القصة وأحداثها مع أطفالهم على الدوام وذكر 8 منهم أنهم يناقشون أبناءهم أحيانا بينما أجاب أحد الاباء بأنه لا يناقش طفله في أحداث القصة مطلقا. وبحسب البحث آنف الذكر فإن القراءة للاطفال قد تعمل على تحفيز مزيد من التواصل الشفهي والذي يحفز بدوره التطور اللغوي للطفل. من ناحيتها أكدت حنين العبيد وهي والدة أحد الاطفال ان ولدها حمد وعمره خمس سنوات مولع بمناقشة القصص التي تقرأها له والدته ويقوم بربطها بأحداث يومية. وعن الصفات التي تميز الطفل الذي يقرأ له ذووه عن غيره من الاطفال أفادت معلمة اللغة العربية في حضانة (أندر فور) مريم أبوعقل بأن الطفل الذي تتم القراءة له يكون أكثر قدرة على التعلم بشكل عام. وقالت أبوعقل ان هذه العادة تساعد في تكوين شخصية الطفل وتوسيع فكره ونمو شخصيته علاوة على أنه يصبح قادرا كذلك على اتقان المهارات اللغوية بشكل أسرع من غيره ممن لا تتم القراءة له. وأشارت الى دور الاهل في تعزيز القراءة والمسؤولية الكبيرة الملقاة عليهم لترغيب الطفل بسماع القصص من خلال احضار القصص المتنوعة والمصورة له وجعله يختار القصص المناسبة لعمره ما قد يعزز ثقة بقدراته.