برلين- د.ب.أ
دراسة ألمانية جديدة، افترض فيها العلماء أن القدرات العقلية لا تقل مع التقدم فى العمر، لكن تحتاج أدمغة كبار السن لوقت أطول للتذكر، حيث إنها محملة بكثير من المعلومات، كما يحدث فى القرص الصلب للكمبيوتر، وأن هذا الأمر ليس نتيجة تدهور فى قدراتهم المعرفية. قام فريق من جامعة توبنجن فى ألمانيا ببرمجة كمبيوتر لقراءة كمية معينة من المعلومات وتعلم كلمات وأوامر جديدة كل يوم. وعندما أجرى الكمبيوتر الاختبارات المعرفية كانت نتيجته مشابهة لنتيجة الشباب، ولكن بافتراض تعرض نفس هذا الكمبيوتر للخبرات اليومية التى يتعرض لها الكبار على مدى سنوات حياتهم مع استمرار قراءته تلك لمدة عقود، هذا سيجعل أداؤه يشبه أداء الكبار تماما. يقول دكتور مايكل رامسكار، إن ما يحدث هو تباطؤ الدماغ فقط مع الوقت ليس بسبب قلة قدرته على المعالجة لكن بسبب زيادة قاعدة البيانات التى تحتاج المعالجة، فتخيل أن شخصا يعرف أعياد ميلاد شخصين سيمكنه تذكر ذلك بكل سهولة، لكن إن كان يعرف أعياد ميلاد 2000 شخص سيحتاج ذلك لوقت أطول. وبعد إجراء اختبارات معرفية لقياس القدرات العقلية افترضت الدراسة أن الاختبارات الموجودة حاليا هى أساسا مصممة بناء على قدرات الشباب، فمثلا أحد الاختبارات المبنى على تذكر كلمتين ليست لهما علاقة ببعضهم، استطاع الشباب تذكر ذلك، لكن لم يستطع الكبار. ولأن الشخص الكبير لديه من الخبرة التى اكتسبها طيلة حياته ما يؤكد أن هاتين الكلمتين لن يرتبطا أبدا مهما كان، وبالتالى يرفض عقله تذكرهما معا. ويوضح بروفيسور هيرالد بايين مدير المركز الذى عقدت به الدراسة الأمر بأن معاناة الكبار لتذكر كلمتين غير مرتبطتين معا هو دليل على فهم الكبار الأعمق للغة، وهذا ما قد يفسر أيضا صعوبة تذكر الكبار للأسماء الأولى الغريبة.