أظهرت دراسة حديثة في بريطانيا أن الطلاق يتسبب بجنوح أعداد كبيرة من الأطفال نحو تعاطي الكحول أو المخدرات، أو إيذاء أنفسهم بما في ذلك محاولة الانتحار، فيما لا يقدر غالبية الآباء والأمهات هذه المخاطر بصورة صحيحة عند اتخاذ قرار الانفصال الدائم بينهما.  وبحسب الدراسة المسحية التي أجريت في بريطانيا فإن 75 بالمئة من الأزواج الذين حدث بينهم الطلاق يعتقدون بأن أطفالهم يعيشون حياة جيدة ويعاملون بشكل جيد، إلا أن 18 بالمئة فقط من الأطفال قالوا إنهم سعيدون، ولا يبدو عليهم التأثر بالطلاق بين آبائهم وأمهاتهم، وهو ما يؤكد سوء التقدير الكبير الذي يكون لدى الآباء والأمهات عند الانفصال عن بعضهما.  ووجدت الدراسة أن 33 بالمئة ممن هم دون سن الثامنة عشرة تم «تدميرهم» من قبل آبائهم الذين انفصلوا عن بعضهم، فيما تبين أن 8 بالمئة من الأطفال يعتقدون بأن آباءهم وأمهاتهم انفصلوا عن بعضهم «لأنهم لا يحبونهم»، أي لأنهم لا يحبون الأطفال أنفسهم، ووجدت الدراسة أن 12 بالمئة من الأطفال يلومون أنفسهم أصلاً بأنهم كانوا السبب في طلاق آبائهم وأمهاتهم، وانفصالهم.  وبحسب نتائج الدراسة فإن 5 بالمئة من الأطفال القاصرين الذين ينفصل آباؤهم عن أمهاتهم يجنحون نحو شرب الكحول، فيما تبين أن 3 بالمئة منهم يتعاطون المخدرات بعد انهيار روابط العائلة، وانفصال الأب عن الأم، كما تبين أن 11 بالمئة من الأطفال يحاولون إيذاء أنفسهم بعد الطلاق، و2 بالمئة من الأطفال يحاولون الانتحار بقتل أنفسهم.  ويقول 40 بالمئة من الأطفال إنهم يخفون مشاعرهم عن آبائهم وأمهاتهم بعد الطلاق، ووجدت الدراسة أن أكثر من نصف الأطفال الذين تفككت عائلاتهم بحاجة إلى مساعدة من أجل إعادتهم إلى الحياة الطبيعية. يُشار إلى أن نسب الطلاق ارتفعت في مختلف دول العالم، بما في ذلك العالم العربي، لكن الوضع ليس أفضل حالاً في بريطانيا وأميركا ودول أوروبا.