أبوظبي ـ العرب اليوم
حققت دولة الإمارات طفرة نوعية وإنجازاً كبيراً على مستوى الاختبارات الدولية ( PISA)، وأكد التقرير العالمي الذي صدر مؤخراً عن البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "PISA"، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية " OECD"، أن الإمارات جاءت ضمن قائمة الدول الست، التي حققت خطوات غير مسبوقة، وتقدمت في الاختبارات الدولية بشكل لافت، من أصل 13، ضمن الدول التي حققت خطوات غير مسبوقة، وتقدمت في الاختبارات الدولية بشكل لافت، فضلاً عن تقدمها وصدارتها العربية وموقعها المميز عالمياً، لافتاً إلى اقتراب الدولة من المتوسط العالمي. وذكر التقرير أن الإمارات تفوقت على أكثر من 17 دولة من الدول الأوروبية والآسيوية وأميركا اللاتينية، حيث حقق طلبتها معدلات نتائج عالية في اختبارات ( PISA )، التي شملت مجالات (الرياضيات، والعلوم، والقراءة)، إضافة إلى مجال مهارة حل المشكلات، التي أثبت فيها الطلاب والطالبات قدراتهم الذهنية ومهاراتهم العلمية، وأظهروا في الوقت نفسه مستوى التحصيل العلمي، الذي عكس بدوره المستوى المتقدم للنظام التعليمي الإماراتي وكفاءته، بما يشمل ذلك المناهج والبيئة المدرسية ونظم التقويم والامتحانات، وأساليب التدريس الحديثة وطرائق التعليم المطورة، وغير ذلك من عناصر العملية التعليمية. وتأتي أهمية الاختبارات الدولية، في أنها تتم بمنتهى الحيادية والموضوعية والشفافية، إذ إن اختيار الطلاب والطالبات الخاضعين للاختبارات، يتم بوساطة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "PISA"، ويكون ذلك وفق عينة عشوائية من كل صف، فضلاً عن أن الأسئلة وتصحيحها، وكل إجراءات الاختبارات، تتم بمعرفة البرنامج الدولي نفسه، وعن طريق خبراء دوليين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي موسع لعرض تفاصيل التقرير الدولي، بحضور معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، وعلي ميحد السويدي وكيل الوزارة بالإنابة، ومروان الصوالح الوكيل المساعد للخدمات المساندة، وعائشة غانم مديرة إدارة التقويم والامتحانات، وعدد من مديري الإدارات المركزية والمناطق التعليمية، كما حضر المؤتمر حمد الظاهري المدير التنفيذي للتعليم الخاص في مجلس أبوظبي للتعليم، وفاطمة غانم المري الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة وتنمية الموارد البشرية دبي، وجميلة المهيري رئيسة جهاز الرقابة على المدارس الخاصة في هيئة المعرفة، وعدد من المختصين. شملت عينة 2012 PISA، في دولة الإمارات 11500 طالب وطالبة من سن الخامسة عشرة، تم اختيارهم من 375 مدرسة من مختلف الإمارات، وفقاً لقوانين إحصائية دقيقة. وبلغت نسبة الطلبة الإماراتيين نصف العينة تقريباً، وباعتبار أن دراسة PISA تقيّم الطلبة المنتمين إلى فئة عمرية محددة هي الخامسة عشرة، وتوزع الطلبة المشاركون في العينة على عدة صفوف، حيث كانت النسبة الأكبر (62%) في الصف العاشر، وقد شملت العينة جميع المناهج الدراسية الرئيسة في الدولة، التي تعتمد إحدى اللغتين العربية أو الإنجليزية في التعليم. وبالمقارنة مع المشاركة السابقة لدولة الإمارات في دورة 2009، حقق الطلبة نتائج أعلى بكثير في دورة 2012، فتبين أن الفارق بين متوسط الدولة في الدورة السابقة، والعام 2012 يوازي 13 نقطة في معرفة الرياضيات، و10 نقاط في معرفة القراءة، و11 نقطة في معرفة العلوم، ويتقدم هذا التغير في الاتجاهات على دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، حيث لم يظهر أي تغير إيجابي في معرفة الرياضيات، ومعرفة العلوم خلال هذه الفترة. وتراوحت نسبة طلبة دولة الإمارات، الذين حققوا المستوى 3، ضمن مستويات الكفاءة الستة المتعلقة بالمهارات الفكرية 23% في مهارة حل المشكلات، و36% في معرفة القراءة، والمستوى 3، وفقاً لتعريف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، هو المستوى المطلوب أن يحققه الطلبة ليتمكنوا من المشاركة بنجاح في اقتصاد المعرفة. كما وتظهر النتائج أن حوالي 13% من طلبة دولة الإمارات العربية المتحدة، قد حققوا المستوى 4 وما فوق، وفي نفس الوقت أظهر تحليل البيانات وجود نسبة من طلبة الدولة، يعتبرون من المتفوقين عالمياً، وتتراوح نسبتهم بين 2% و3% حسب المجال. من ناحية أخرى، لابد من تقديم المزيد من الدعم للطلبة، الذين لم يحققوا المستوى 2، والذين تبلغ نسبتهم أكثر من ثلث الطلبة في معرفة القراءة ومعرفة العلوم ونصف الطلبة تقريباً في معرفة الرياضيات ومهارة حل المشكلات. لدى تحليل الإنجاز في دولة الإمارات العربية المتحدة، تبعاً لجنس الطلبة في دورتي 2009 PISA و2012 PISA، تبين أن أفضل إنجاز للإناث، كان في معرفة القراءة، بينما كان الإنجاز الأفضل للذكور في معرفة العلوم تليها معرفة الرياضيات، والكفاءة الأدنى لجميع الطلبة ذكوراً وإناثاً كانت في مهارة حل المشكلات، وقد تفوقت الإناث على الذكور بفارق كبير في جميع المجالات في الدورتين، باستثناء الرياضيات، وكان الفارق الأكبر في المهارات بين الجنسين في مجال القراءة، حيث كان معدل الإناث أعلى من معدل الذكور بمقدار 56 نقطة تقريباً، ولكن هذا الفارق يتقلص في معرفة العلوم ومهارة حل المشكلات إلى 28 و26 نقطة على التوالي. ومع إصدار بيانات 2012 PISA، تبدأ وزارة التربية والتعليم برنامجاً مكثفاً من البحوث والتحليلات، بغية استخلاص الدروس المتعلقة بصناعة السياسات التعليمية من هذه الدراسة العالمية. ولا تقل هذه الدراسة أهمية بالنسبة للمدارس والمعلمين، فهم شركاء أساسيون في استخدام هذه المعلومات بأفضل الطرق، من أجل رفع جودة التعليم، الذي يتلقاه كل طالب في الدولة.