أصدرت جائزة الشيخ راشد للدراسات الإنسانية كتاب: "اثنا عشر كوكباً" للباحث الدكتور عبد الحكيم الأنيس، كبير باحثين أول بإدارة البحوث في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وهو البحث الفائز بجائزة الشيخ راشد للدراسات الإنسانية الدورة الحادية عشرة عام 2011، عن دور المرأة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، والمُهداة إلى كل امرأة ترعى طفلاً مريضاً. وأراد الأنيس في كتابه الإشارة إلى نساء أشعن نور الدفء والعناية لمن حولهن، بدءاً من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وانتهاءً بأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وما بينهما من كواكب أخرى امتد ضياؤها في الأرض، وتاريخ رعاية الإنسان ورفعة الأوطان، بنبض الحب والحنان، وهي شواهد حية ناضرة تدعم فكرة أن العمل هو المميز الوحيد للإنسان. وتكشف صفحات الكتاب للقارئ صوراً وقصصاً مشرقة لرعاية المرأة لذوي الاحتياجات الخاصة، مهما كانت درجة قرابتها من المعاق- أماً أو أختاً أو زوجة أو بنتاً أو غريبة- وكيفية تعاملها معهم، والدعاء والابتهال إلى الله لكف الضرر عنهم، وكفايتهم بالمال، وقضاء حوائج أسرهم، وتربيتهم والقيام بأمرهم، وإغنائهم عن الآخرين، بالإضافة للقراءة والكتابة لهم، وحضهم على التعلم، وتقوية عزائهم بالكلمة الطيبة والتفاؤل بالحياة. كما يبرز الكتاب دور المرأة ومساهمتها في إنشاء مراكز تأهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، وإرسال عيادات متنقلة لعلاجهم، وتقديم العون لأسرهم. والكواكب الاثنا عشرة التي ذكرهن الأنيس في كتابه، منها من غاب جسده وبقي اسمه منيراً في سماء البرِّ والفلاح، مثل أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ومنها من لا يزال مشعاً وقائداً بيننا، مثل أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، المعروف عيشها للغير أكثر من العيش لنفسها، وأتى على ذكر نساء من عامة المجتمع العربي، بينهن امرأة دمشقية، وفتاة أردنية، ويختم الأنيس بحثه القيم بعبارة: "فيا نساء الدنيا، هكذا أنتنَّ، وهكذا فكُنَّ"، والذي هدف منه الانتفاع والتعلم والاقتداء بأعمالهن الإنسانية والرؤوم مع ذوي الإعاقة.