أوضحت دراسة طبية حديثة أن نحو 10% من مجموع الطلبة في العالم (بما فيه الدول المتقدمة) يعانون صعوبات في التعليم، وأكدت هذه الدراسة التي أعدها باحثون من إنكلترا في أبريل الماضي، أن 2 إلى 3 طلاب من كل فصل دراسي يعانون صعوبات خاصة في التعلم، مثل صعوبة القراءة أو التعامل مع المسائل الحسابية. وأشارت أيضاً إلى أن الأطفال في الأغلب يتأثرون بأكثر من سبب من أسباب صعوبات التعلم. وأوضحت أن هؤلاء الأطفال يجب أن يجري تعلميهم بشكل منفرد، ومن قبل مدرسين يتمتعون بمهارات خاصة للتعامل مع مشكلات هؤلاء الأطفال. وبينت الدراسة أن تلك الصعوبات التي تواجه الأطفال يمكن أن تكون ناتجة عن خلل في نمو المخ، وفي وجود جينات وراثية معينة، وأيضاً عوامل بيئية تؤدي إلى صعوبات القراءة dyslexia، مثل قراءة حرف قبل حرف آخر، أو صعوبات في المسائل الحسابية dyscalculia، أو قلة التركيز، أو سلوك يقارب سلوك الأطفال المتوحدين، إلى جانب مشكلات في اللغة. وعلى الرغم من أن الدراسة أوصت بتعليم هؤلاء الأطفال بشكل منفرد في فصول دراسية خاصة، إلا أن هذه المسألة ليست بالأمر اليسير على الإطلاق، لا لقلة وجود الكوادر المدربة من المدرسين فحسب، ولكن أيضاً لشيوع هذه المشكلات أكثر مما يعتقد الكثيرون. وعلى سبيل المثال، فإن 33 إلى 45% من الأطفال الذين يعانون مرض نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD ويعانون من مشكلات في القراءة، ونحو 11% منهم يعانون مشكلات في الحساب. وتوصل الباحثون إلى عدد من النتائج، وهم يأملون في إيجاد طرق أحسن لتعليم الطلبة بشكل انفرادي، وتوفير الكوادر اللازمة للتعامل مع هؤلاء الطلبة على مستوى المدرسين والأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين، وأن يتم التعامل مع الطالب المتأخر دراسياً عن أقرانه بشكل ملحوظ على نحو أدق، والتأكد من أن ذلك لا يحمل أسباباً عضوية.