واشنطن ـ د.ب.أ
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون مرض ألزهايمر، تترك المشاعر المحزنة والمفرحة علامة لا تٌنسى في ذاكرتهم، إذ يدوم تذكرهم لها فترة أطول مقارنة بأقرانهم الأصحاء، مشيرة بذلك لأهمية الدور الاجتماعي الذي يبذله الأطباء وأهل مريض ألزهايمر في تحسن حالته أو تدهورها.
وخلصت الدراسة العلمية في جامعة لوا الأمريكية إلى أن مرضى ألزهايمر قد لا يتذكرون زيارة أهلهم وأصدقائهم، بالقدر نفسه الذي يتذكرون فيه الرسائل الكلامية، ومقدار الاهتمام الذين يحظون به من قبلهم، الأمر الذي يترك أثراً سلبياً على نفسيتهم، مما يؤدي لتدهور حالتهم الصحية وانتكاسها.
وأكدت الدراسة تأثير أحداث الحياة اليومية ووسائل الميديا التي يشاهدونها على حالتهم الصحية، إذ أنه عند مشاهدتهم مقاطع من أفلام كوميدية ودرامية، تبين أنه رغم عدم تذكر المرضى أحداث هذا الفيلم أو ذاك، إلا أنهم يحتفظون بالمشاعر التي يولدها الفيلم لديهم.
وأفاد الدراسة أن سبب ذلك كامنٌ في أن الجانب العاطفي والحسي لدى مرضى ألزهايمر يكون أكثر قوة وكفاءة من الجانب العقلي، كما أن مشاعر الحزن تدوم فترة أطول لديهم، مقارنة بمشاعر السعادة.
ولم يتمكن الأطباء حتى اللحظة الراهنة من إيجاد العلاج أو العقار المناسب الذي يخفف من مرض ألزهايمر، أو يقلل من حدة أعراضه، إلا أن طرق وأساليب الرعاية الطبية ستأخذ حيزاً مهماً في تحسين حالة مريض ألزهايمر.
وتهدف تلك الدراسة لتعليم الأطباء والممرضين كيفية وطرق التعامل مع مرضى ألزهايمر، لتنمية المشاعر الإيجابية لديهم، وذلك عن طريق عقد جلسات لتعلم الموسيقى والرقص والرياضة، وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية التي يُمكن أن تعزز وضعهم الصحي.
ومن المتوقع أن عدد المصابين بألزهايمر سيصل إلى أكثر من 16 مليون سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، بحلول عام 2050، وستخصص المستشفيات له ميزانية سنوية تُقدر بحوالي 1.2 مليون دولار.