واشنطن ـ أ.ش.أ
أظهرت دراسة طبية حديثة أن العديد من الجنود الأمريكيين قد تعرضوا لصدمات نفسية وسوء معاملة في طفولتهم ليعاني من ويلات طفولة مضطربة أثرت على نفسيتهم وحياتهم العملية في وقت لاحق، وذلك بالمقارنة بأقرانهم من المدنيين.
ويرى الباحثون أن النتائج المتوصل إليها تنطبق على العسكريين من الرجال دون النساء.
فقد اقترح الفريق البحثي أن هذا الاكتشاف يثير الكثير من القلق، بالنظر إلى أن التعرض لمختلف أشكال الإيذاء الجسدي والعقلي والجنسي في مرحلة الطفولة بين السكان المدنيين قد ارتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب بينهم بصورة ملحوظة مصحوبا بتعاطي المخدرات وميول انتحارية.
وأوضح "جون بلوشنيش" الباحث في مركز أبحاث الأسهم الصحية والترويج في وزارة الخارجية الأمريكية لشئون المحاربين القدامى في معرض أبحاثه المنشورة في مجلة "جاما للطب النفسي" أنه ليس من الواضح حتى الآن ما يمكن أن يدفع معدلات صدمات الأطفال إلى الارتفاع، حيث تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تسلط الضوء وتظهر التأثيرات السلبية لاضطرابات الطفولة والتنشئة على مستقبل الإنسان العملي لاستكشاف مدى انتشار الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة بين أفراد الجيش، حيث عكف معدو الدراسة على تحليل المقابلات الهاتفية التي أجريت خلال عام 2010 لما يقرب من 61 ألف مجند من الرجال والنساء من قبل نظام يرصد المخاطر السلوكية، حيث شكل الرجال نحو ربع المشاركين في الدراسة والنساء نحو 2% منهن لديهن خلفية عسكرية.
وقد طلب من المشاركين في الدراسة سرد الأحداث السلبية في مرحلة الطفولة من ذوي الخبرة قبل سن ال 18 بما في ذلك العيش مع شخص يعاني من الاكتئاب، أو الخلل العقلي أو الانتحار، فضلا عن العيش مع مدمني الكحوليات، والعيش في أسرة مفككة أو بين أبوين منفصلين والتعرض للإساءة الجسدية واللفظية أو الجنسية.
وبكل المقاييس كان الرجال الذين خدموا في الجيش تطوعا بعد عام 1973، من المرجح أنهم تعرضوا لتجارب سلبية قاسية في طفولتهم.
فعلى سبيل المثال، لوحظ أن أولئك الذين لديهم خلفية عسكرية، تعرضوا بمعدل الضعفين لمواجهة أشكال مختلفة من الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة.
وفي المقابل، لا يوجد اختلافات بين الرجال العسكريين وغير العسكريين الذين أنهوا الخدمة العسكرية قبل عام 1973، إلا أن تعاطي أحد أفراد أسرتهم للمخدرات في المنزل أثناء طفولتهم كان أقل شيوعا بكثير بين الرجال العكسريين الذين التحقوا بالخدمة قبل عام 1973.