مكان العمل

بيّنت البحوث الأخيرة أن أولئك الذين يعملون في مكاتب لا توجد فيها نوافذ أو أن عددها قليل، ينامون أقل من الذين يحصلون على إضاءة كافة بمقدار 46 دقيقة، ويؤثر مكان العمل بصورة كبيرة على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.

كما أثبت العلماء أن أولئك الذين يجلسون في أماكن العمل بالقرب من النوافذ نادرا ما يعانون من مشاكل في النوم وأن نوعية حياتهم أعلى. ويؤكد الباحثون على أن تنظيم أماكن العمل، يؤدي الى تحسين صحة ولياقة العاملين.

ينتج عن الأرق مزاج سيء وشرود الذهن وعدم التركيز. كما تسبب مشاكل النوم الدائمة أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة ومرض السكري، وتقصّر العمر.

تضمنت الاختبارات التي أجراها علماء من جامعة الينوي وجامعة نورث ويسترن في شيكاغو والمعهد التقني هفا سيا التايواني، مشاركة 49 شخصا، عمل نصفهم في مكاتب لا يدخلها ضوء النهار، والنصف الآخر في مكاتب ذات نوافذ عديدة تسمح بدخوله، وطلب من كل مشارك أن يحدد مدة نومه ويقظته ونشاطه البدني ونمط حياته. كما حمل بعض المشاركين مدة أسبوعين ساعات تسجل مستوى الإضاءة، والنشاط البدني ومدة النوم واليقظة.

وبيّنت نتائج الاختبارات، أن أولئك الذين عملوا في مكاتب ذات نوافذ، كانوا ينامون 46 دقيقة أكثر من الذين عملوا في مكاتب من دون نوافذ. وهذا يشير الى أن ضوء النهار الطبيعي يلعب دورا حاسما في تنظيم ايقاع الساعة البيولوجية.

ويقول الخبير نيل ستينلي، "إن الضوء يشعر الجسم بموعد الاستيقاظ، أما الظلمة فتشعره بموعد النوم. وإضاءة المكاتب، ليست بديلا لأشعة الشمس التي تتحكم في الساعة البيولوجية للجسم. وحتى الإضاءة الجيدة في المكتب لن تحل المشكلة، لأنه لا يمكن للضوء الاصطناعي ان يحل محل الضوء الطبيعي".