برلين ـ د.ب.أ
لا يزال مخ الإنسان مليئاً بالأسرار التي يحاول علماء المخ والدماغ اكتشافها. وحسب آخر الدراسات فإن سلوكيات الإنسان تكون بدرجة كبيرة مدفوعة من اللاوعي، المرتبط بدوره بخلايا الدماغ.
حسب دراسة حديثة في مجال العلوم العصبية، منشورة في مجلة "أبحاث المخ" الألمانية، فإن الحركات التي يقوم بها الإنسان تتم في البداية بتوجيه من اللاوعي، ولا يكون أمام المرء سوى وقت قصير لوقفها. وانطلاقا من هذه الحقيقة فإن حرية الإنسان مقيدة، في حركاته. وتستند هذه المعطيات على نتائج توصل إليها عالم العصبيات الأمريكي بنجامين ليبيت نهاية سنوات السبعينات من القرن الماضي.
وأشارت مجلة "أبحاث المخ"، أن العالم الأمريكي أكد في السابق أن ردود فعل الأشخاص الذين شاركوا في تجربته يصدر لديهم رد فعل لوقف الحركة بعد مرور 350 إلى 400 ثانية من القيام بالحركة. ولخص بنجامين ليبيت تجربته بالقول: "نحن لسنا مخيرين فيما نفعله، ولا يبقى لدينا إلا خيار أن نحبه أو نكرهه". من جانبه أكد عالم الأبحاث العصبية في جامعة بريمن الألمانية جيرارد روث، أن النتائج الحديثة التي تم التوصل إليها بخصوص علاقة السلوك بالمخ، تؤكد ما ذهب إليه العالم الأمريكي بنجامين ليبيت منذ عقود. وأكد روث أن المدة الزمنية التي يتطلبها الانتقال من فترة اللاوعي إلى فترة الوعي تدوم حوالي نصف ثانية.
من جانبه يرى فولف زينغار، مدير معهد ماكس بلانك لأبحاث المخ والأعصاب في مدينة فرانكفورت الألمانية، أن الصور الأولى التي يمررنا بها المخ غير واقعية بالضرورة. ويعود السبب حسب فولف زينغار، إلى توفر المخ على عدد من الخلايا والألياف التي يمكن تعطي للصور التي حولنا دلالات أو ألوان مختلفة. ويخرج العالم جيرارد روث بخلاصة مفادها أن "لاوعينا هو الذي يحدد شخصيتنا".