واشنطن -وكالات
أعلن موقع امازون المتخصص في البيع عبر الانترنت شراء "واشنطن بوست" ما يشكل محطة في عملية تحول الصحافة الى التكنولوجيا الرقمية ونهاية حقبة للصحيفة الاميركية المرموقة التي كانت وراء فضيحة "ووترغيت". وأعلنت مجموعة واشنطن بوست تخليها عن بعض نشاطات النشر ومنها الصحيفة التي تحمل اسمها الى مؤسس مجموعة امازون للتوزيع الالكتروني جيف بيزوس بقيمة 250 مليون دولار. وكانت الصحيفة اشتهرت بكشفها الفضيحة التي ادت الى استقالة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي. وتم شراء صحيفة واشنطن بوست في المزاد العلني في العام 1933 من قبل عضو في نظام الاحتياطي الفدرالي هو يوجين مايرا. وبعد نجاحه كناشر خلفه في العام 1946 صهره فيليب غراهام. وبقيت الصحيفة لاربعة عقود ملكاً لاسرة غراهام. وقال دونالد غراهام رئيس مجلس ادارة المجموعة في البيان الذي اعلن عملية البيع "حملتنا سنوات من الصعوبات التي تواجهها الصحافة المكتوبة عادة الى التساؤل ما اذا يمكن ان يكون هناك مالك افضل للصحيفة". وكمجمل الصحف تراجعت عائدات الواشنطن بوست في وقت يلجأ اليه القارئ اكثر واكثر الى المواقع الاعلامية المجانية. وقال غراهام في رسالة الى الموظفين "تتراجع ايراداتنا منذ سبع سنوات. كنا واثقين من صمود الصحيفة لكننا كنا نريد اكثر من ذلك. كنا نريد ان تبقى في القمة". وأوضح ان بيزوس الذي تربطه به معرفة تعود لسنوات كان مرشحاً جيداً لابرام هذه الصفقة بسبب "فطنته التي اثبتها في مجالي التكنولوجيا والاعمال". وأقرت كاثرين ويماوث قريبة غراهام في رسالة منفصلة بأن قرار البيع اتخذ "بصعوبة وحزن" لكنه شكل "فرصة فريدة وممتازة" للصحيفة. وبيزوس (49 عاما) في المرتبة الـ 19 على قائمة الثروات العالمية وقدرت ثروته بـ25,2 مليار دولار وفقا للترتيب الاخير لمجلة فوربز. وحقق بيزوس نجاحاً خصوصاً بفضل موقع امازون الذي قام بتوسيعه ليشمل كل الانشطة، مستثمرا في قطاعات يراها مربحة على الاجل الطويل وغالبا على حساب ارباح المجموعة. وهذه الاستراتيجية التي اشاد بها المستثمرون ساهمت الى حد كبير في اعطاء دفع لعدة قطاعات في السنوات الاخيرة من بيع الكتب الى الاصدارات الرقمية.