القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الإعلامي والكاتب أحمد المسلماني، مقدّم برنامج (الطبعة الأولى) على قناة دريم، إن سبب فشل الانقلاب التركي هو إدراك الجميع بأن الانقلاب كان ضعيفًا فلم ينضموا له حيث لم يتواجد قادة الإنقلاب خارج أنقرة وأسطنبول لذا عرف أنصار النظام أن الانقلاب سيفشل بجانب أن البعض قد فكّر بطريقة "براجماتية" حيث إذا فشل الانقلاب معناه محاكمة من وقف معه.
وأضاف المسلماني، مساء السبت، بأن قادة الجيش لم يؤيدوا الانقلاب لمعرفتهم بتوقف المساعدات العسكرية الأميركية لهم في حال حدوث انقلاب بجانب رفض حلف الناتو لهذا الانقلاب.
واستكمل بأن الشعب التركي مرهق للغاية من الإرهاب والتفجيرات ولديه تخوفات من "داعش" لذا لن يتقبل الآن وجود انقلاب يؤدي إلى حصار اقتصادي وضرب للسياحة الأوروبية خصوصا وأن حلم الشعب التركي هو الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. مشيرًا إلى التحالف العسكري الأميركي مع أردوغان وتواجد قواعد عسكرية أميركية هناك مما يعني القلق من معرفة من سيكون حاكمًا. و قال الإعلامي والكاتب أحمد المسلماني، إن أردوغان أدار أزمة الانقلاب بكفاءة.
وأوضح بأن أردوغان ظهر في وقت مبكر عبر الإنترنت وطالب الجمهور بالنزول للشوارع، كما إنه اتخذ قرارًا صحيحًا عندما ذهب إلى أسطنبول ولم يذهب لأنقرة لمعرفته بسيطرة قادة الانقلاب على العاصمة.
وأضاف المسلماني، مساء السبت، بأن رئيس الوزراء بن علي يلدريم تعامل مع الموقف بقوة ومسؤولية وتصرف كرجل دولة قوي بالإضافة إلى وزارة الداخلية التي تصدت للانقلاب في واقعة غريبة للغاية، ففي معظم الانقلابات يندر أن تتصدى الشرطة لحالة انقلاب من الجيش، وذلك بجانب عدم استسلام الجنرال خلوصي أقار، رئيس الأركان التركي الذي وقع في الأسر، لذا أردوغان ورجاله أداروا الأزمة بكفاءة عالية.
واوضح الإعلامي والكاتب أحمد المسلماني بأن التيارات السياسية المعارضة تعاملت بطريقة مسؤولة ورفضت الانقلاب. مشيدًا بتكاتف المجتمع السياسي المتمثل في أحزاب المعارضة الكبيرة التي رفضت الانقلاب العسكري ودعمت أردوغان، موضحًا بأن رفض عبدالله غول وداوود أوغلو، وكلاهما أطاح بهما أردوغان، للانقلاب كان تصرفًا مسؤولًا لصالح التيار الذي ينتميان إليه.
وأكد الإعلامي والكاتب أحمد المسلماني إن الانقلاب العسكري في تركيا تسبب في فتنة كبيرة في المجتمع بين مؤيد ومعارض له.
وأشار خلال برنامجه (الطبعة الأولى) المذاع على قناة دريم، مساء السبت، بأن الضابط الطيار التركي الذي أسقط الطائرة الروسية عام 2015 ويتم التعامل معه في تركيا باعتباره بطل معتقل الآن بتهمة الانضمام للانقلاب.
واستكمل هناك شرخ كبير جدًا داخل الجيش التركي، وشرخ بين الجيش والشرطة وبين المجتمع التركي، وقد تكون هناك محاولات انقلابية أخرى في أوقات لاحقة خصوصا مع القبض على ثلاثة ألاف من الجيش بتهمة الانقلاب منهم عدد من القيادات العسكرية المهمة.
وأشار إلى أن أردوغان عام 2007 قام بمحاكمة مجموعة عسكرية في الجيش بتهمة انقلاب سابق وتحدث البعض أن أردوغان قام بتطهير للجيش، ولكن بعد مرور 9 سنوات حصلت محاولة إنقلاب جديدة، وهذا يدل على أن الجيش التركي ليس آمنا الآن وقد تحدث انقلابات جديدة. واكد أن الانقلاب قد أضعف تركيا إقليميا ودوليًا مضيفًا أن خطره يتمثل في اهتزاز صورة تركيا وأردوغان.
وأشار المسلماني إلى ما كتبته الصحف البريطانية عن أن نظام أردوغان لم يعد مستقرًا وهناك احتمالية لانقلابات جديدة. وأضاف المسلماني بأن الانقلاب أضعف تركيا التي أهتزت صورتها من قبل بعد التطبيع مع إسرائيل والإعتذار لروسيا وبدء الاقتراب من مصر وسورية.