رام الله ـ وليد أبوسرحان
أكّدت الصحافية، التي طلبت يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزواج، إيمان هريدي، أنها أقدمت على تلك الخطوة لأنه طفح الكيل من "الأسلوب الدوني" الذي يتعامل به الموظفون في تلفزيون فلسطين الرسمي، غير المدعومين من المسؤولين، على حد قولها. وأوضحت إيمان، البالغة من العمر28 عامًا، وتعمل في تلفزيون "فلسطين" الرسمي، في حديث إلى "العرب اليوم"، بشأن طلب يد الرئيس عباس للزواج، أن "ذلك يأتي بسبب قلة الفرص المتاحة أمامي وأمام زملائي، حيث أقدمت على هذه الخطوة لأنه طفح الكيل من الأسلوب الدوني الذين يعاملونا به، وذلك كوني ابنة مواطن عادي، ولست ابنة أحد المسؤولين، وعملية تعيني في هيئة الإذاعة والتلفزيون كانت عملية عذاب بالنسبة لي، وذلك لأن جميع فرص التعيين تكون الأولوية فيها لابن مسؤول، أو قريب مسؤول، أو حتى لصديق مسؤول". وتتوقع أيمان اتخاذ إجراءات قانونية في حقها، وأضافت مؤكّدة "مؤسسة الإذاعة والتلفاز الفلسطينية استدعتني إلى لجنة تحقيق، ستكون الأحد المقبل، واحتمال أن يتم فصلي، وذلك بناء على طلبي الزواج من سيادة الرئيس محمود عباس، عبر فيسبوك". واستطردت "مع الأسف لم يفهم أحد منهم الفكرة من وراء طلبي الزواج من الرئيس، حيث لم يكن الموضوع إقدامي على الزواج، بقدر أنه رسالة، وهي رسالة جماعية، لأن الجميع في حاجة إلى فرص متساوية، سواء مواطن عادي، أو ابن مسؤول، وحتى يلاحظ الجميع أن ابن المسؤول يحصل على امتيازات اجتماعية واقتصادية وسياسة، بينما ابن المواطن العادي لا يحصل على أي شيء منها". وأشارت إيمان إلى أنها "حاصلة على شهادة البكالوريس في العلوم السياسية، وعلى شهادة الماجستير في الدراسات الدولية، وعلى الرغم من ذلك تم تبليغي، رسميًا، بإحالتي إلى لجنة تحقيق، بناء على ما تم نشره على صفحتي في فيسبوك، وأني قمت بإرسال طلب الزواج إلى صفحة الرئيس على الموقع، وكنت عازمة على تسليم رسالتي وطلبي هذا لسيادته، الأحد ولكني أُبلغت بإحالتي إلى التحقيق، في اليوم ذاته، وبشكل رسمي". وبيّنت إيمان أن "لجنة التحقيق تتكون من أعضاء هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وأنا طلبت من نقابة الصحافيين ضرورة التواجد معي في التحقيق"، مشيرة إلى أنه "لم يتم وقفي عن العمل حتى الأن، ولكن تمت إحالتي إلى لجنة التحقيق، وقد تكون نتائج أو قرارات لجنة التحقيق إما فصلي أو وقفي عن العمل، ولكن كل ما أعرفه أني أيضًا في حاجة إلى واسطة، حتى تقوم لجنة التحقيق بالنظر في قضيتي بشكل موضوعي ومهني". وعن فكرة طلب الزواج من الرئيس، بغية إيصال صوت، وطرح قضية الفساد الموجودة في المؤسسات، أوضحت إيمان "لقد قمت بالسابق بتوجيه أكثر من كتاب لسيادة الرئيس، كما أني مستمرة في نشر مواقفي عبر قنوات التواصل الاجتماعي، مع دعم زملائي، الذين أمثلهم، ولكنهم عبّروا لي عن خوفهم من الإقدام على هكذا خطوة، ولسوء الأوضاع من حولي". وأضافت "تخيل أنه تم إسناد دور المذيعة على الشاشة لابنة مدير برامج سابق في التلفزيون، بينما عندما طالبت بفرصتي لأكون مذيعة، كون لدي عشرة أعوام من الخبرة والكفاءة، أخبرني نائب مدير البرامج بأن هناك خلالاً وعيبًا في مظهري، وبدأ بوصفي بالسمينة، والوهرة، والبشعة، مع العلم أني قمت في السابق بعمل برنامج يحمل اسم باب الوزير، ولكن للأسف تم وقفه، وذلك بحجة التشكيلات الوزارية، وعدم صلاحيتي لأن أكون مذيعة، بينما صلحت ابنة المدير السابق للبرامج في يوم وليلة لهذا المنصب، دون أية خبرة أو كفاءة". وأشارت إلى أنه "قد يكون هذا حال معظم مذيعات التلفزيون الفلسطيني، حيث تم تعيينهن بواسطة فيتامين واو، وعندما طالبت بحقي في الترقية، بعد ثلاثة أعوام من تعينين، وعامين من الخدمة على شكل عقد، أجابني المسؤول أني لا استحق أية ترقية، إنما أحتاج إلى وقت طويل لذلك، مع العلم أني احمل مؤهل علمي أعلى من مسؤولي هذا". وأكّدت إيمان أن "الشكل لا يهم في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بقدر ما يهم الفيتامين المدعم واو، أي قوة الواسطة التي يجب أن تدعم أية مذيعة". وفي ختام حديثها، تطرقت إيمان إلى أنها "أقدمت على هذه الخطوة دون معرفة أهلي بالموضوع"، مشيرة إلى أن "أسرتي تقليدية ومحافظة جدًا، ما قد يعرضني لعقوبة من العائلة، كون والدي إنسان بسيط جدًا، و لا يتفهم فحوى الرسالة، وطبيعة طلبي الزواج من الرئيس"، لافتة إلى أن "المشكلة الأخرى، أنني عندما أقدمت على هذه الخطوة علمت أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية من وجهة نظرهم، وظالمة من وجهة نظري، ولكن لا يهمني، فأنا رفعت شعار يكفي ظلمًا، فالوضع الاقتصادي في تردٍ، والبطالة مستشرية"، وطالبت بـ"إعطائي فرصة مثلي مثل أي ابن مسؤول، فممكن إذا كنت زوجة رجل مسؤول سأحصل على امتيازات، لذلك طلبت الزواج من الرئيس، فذلك من حقي". وأثار إقدام الصحافية إيمان هريدي، الخميس، على طلب يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزواج، عبر رسالة وجهتها له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعلى صفحته على الموقع، بغية لفت نظره إلى الفساد في المؤسسات الحكومية الفلسطينية، وانتشار "الواسطة والمحسوبية "، ردود فعل واسعة في صفوف الفلسطينيين، الأمر الذي استدعى تحويل هريدي للجنة تحقيق داخلية، ستمثل أمامها، الأحد. وأوضحت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن "استدعاءها إيمان هريدي للتحقيق، من طرف لجنة داخلية، جاء على خلفية ما كتبته عن شأن داخلي، يخص الهيئة، وتحديدًا إشاراتها المضللة للهيكلية، وليس على خلفية ما نشرته في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الرئيس عباس". وأضافت، في بيان توضيحي للرأي العام، مساء الجمعة، أنها "تحترم حرية الرأي والتعبير، ولا تتدخل إداراتها إلا في ما يخالف مدونة السلوك الوظيفي، وقانون الخدمة المدنية".