باريس ـ أ.ف.ب
فتحت نيابة باريس تحقيقا في مقتل المصورة الصحافية الشابة كاميل لوباج في افريقيا الوسطى حيث اعلن مصدر في الدرك لوكالة فرانس برس انها سقطت في كمين اودى بحياة عشرة اشخاص على الاقل في هذا البلد الذي يشهد اعمال عنف متبادلة بين المجموعتين المسيحية والمسلمة.
وسينقل جثمان لوباج التي يأتي مقتلها بعد ستة اشهر على مقتل اثنين من صحافيي اذاعة فرنسا الدولية في مالي، الى بانغي عاصمة افريقيا الوسطى اليوم. وقال مصدر دبلوماسي ان تشريحا اول سيجرى للجثة قبل اعادتها الى باريس.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن في بيان الثلاثاء مقتل لوباج (26 عاما) بينما كانت تجري تحقيقا في جمهورية افريقيا الوسطى. واوضحت الرئاسة ان "جثة لوباج عثر عليها خلال دورية لقوة سنغاريس في منطقة بوار" بغرب البلاد.
وقال مصدر عسكري فرنسي لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف هويته ان "الامر يعود الى يومين. كانت كاميل لوباج برفقة اثنين من عناصر (الميليشيا المسيحية) انتي بالاكا (ضد السواطير) لاجراء تحقيقها". واضاف انها "وقعت بالتأكيد في كمين نصبه مسلحون ينتشرون في المنطقة وتعرضت لاطلاق نار".
وتابع ان عناصر الميليشيا انتي بالاكا "قاموا بانتشال جثتها وجثث رفاقهم وفتح تحقيق لتحديد الملابسات الدقيقة لقتلها".
واوضح مصدر في الدرك في بوار لفرانس برس ان "الكمين الذي اودى بحياة الصحافية وقع في غالو القرية الواقعة على محور بوار غروا بولاي (الكاميرون)".
واضاف "جرت مواجهات استمرت اكثر من نصف الساعة واسفرت عن سقوط عشرة قتلى بينهم اربعة من الانتي بالاكا وستة من السيليكا (المتمردون السابقون) والمسلحين البول" الذين نصبوا الكمين.
وتابع ان "عناصر الانتي بالاكا المتمركزين في بوار وكانتونييه على الحدود مع الكاميرون يقومون بدوريات في هذه المنطقة واشتبكوا عدة مرات مع عناصر السيليكا السابقين والبول المسلحين".
وقالت باريس ان دورية من القوة الفرنسية سنغاريس عثرت على جثة المصورة خلال تفتيش سيارة يقودها عناصر من الميليشيا المسيحية.
وقال بيان في وزارة الاتصال في بانغي ان المصورة الشابة "لم تكن ترتدي سترة واقية من الرصاص عند مقتلها".
وصرح المصدر العسكري الفرنسي ان "كاميل لوباج جاءت في كانون الاول/ديسمبر خلال الحوادث التي جرت في افريقيا الوسطى بعد هجوم الانتي بالاكا. لقد جازفت للقيام بعملها وتم لفت نظرها الى المخاطر التي تتعرض لها".
من جهته قال البيان الرئاسي الفرنسي ان هولاند "طلب فورا ارسال فريق فرنسي وفريق من شرطة القوة الافريقية المنتشرة في افريقيا الوسطى الى مكان الحادث"، مؤكدا ان كل الجهود ستبذل "لكشف ظروف هذا الاغتيال والعثور على قتلة مواطنتنا".
وشمال غرب افريقيا الوسطى حيث كانت الصحافية تجري تحقيقها من المناطق الاكثر تأثرا بالمواجهات بين المجموعتين وبين جماعات مسلحة منذ بداية النزاع قبل عام واحد.
وغرقت افريقيا الوسطى في الفوضى واعمال العنف الدينية عندما استولى متمردو حركة سيليكا التي تتألف من اكثرية مسلمة على الحكم فترة وجيزة بين اذار/مارس 2013 وكانون الثاني/يناير 2014 في بلد يشكل المسيحيون 80% من سكانه.
وشكلت [جماهة مسلحة معادية لسيليكا وللمسلمين عموما اطلقت على نفسها اسم انتي بالاكا قامت بدورها باثارة الرعب لدى المدنيين.
وقالت ماريفون لوباج والدة الصحافية الشابة في انجيه لوكالة فرانس برس ان ابنتها "كانت شابة متحمسة لما تفعله وكانت تريد منذ سنوات العمل في التصوير الصحافي".
واضافت "انها كانت تفكر بهذا المنطق دائما التوجه الى نزاعات لا تذهب اليها وسائل الاعلام. النزاعات المنسية. كانت تبحث عن صحف حرة في فكرها".
وكانت كاميل لوباج المصورة الصحافية المستقلة زودت وكالة فرانس برس بصور عند وصولها الى جوبا. وقال مسؤول التصوير في الوكالة لشرق افريقيا كارل دي سوزا انه يحتفظ بذكرى شابة "متحمسة جدا وترغب في التعلم".
وقد دان مجلس الامن الدولي بشدة الثلاثاء مقتل لوباج وطالب السلطات في هذا البلد بفتح تحقيق. وفي اعلان اقر بالاجماع، ذكر اعضاء المجلس بانه بموجب القوانين الانسانية الدولية فان الصحافيين الذين يمارسون مهنتهم في مناطق النزاع "يعتبرون بالاجمال مدنيين ويجب حمايتهم على هذا الاساس".