مؤتمر وزراء خارجية التعاون الاسلامى


 اهتمت الصحف السعودية فى افتتاحيتها صباح اليوم بنتائج مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامى الذى اختتم أعماله أمس بجدة وأكدت صحيفة "عكاظ" ان المؤتمر نجح في وضع "خارطة طريق" واضحة المعالم حيال إيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية المزمنة.
وقالت إن كلمة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى في الجلسة الافتتاحية قد رسخت قيم التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية، من خلال الشفافية والوضوح في الطرح، خصوصا أنه تحدث عن كل القضايا الرئيسة التي تعني الدول الإسلامية، بدءا من فلسطين إلى الوضع المتأزم في العراق مرورا بالوضع السوري.. إلى الوضع في ميانمار.
ورأت الصحيفة أن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي التي نجحت في تنظيم المؤتمر الإسلامي الوزراي، تقع عليها مسؤولية كبيرة في تفعيل قراراته بالتعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية وفق الخارطة التي اعتمدها الوزراء من خلال "إعلان جدة" وأن النجاح سيكون حليف هذا المؤتمر والذي ساهم مساهمة كبيرة في تعزيز التضامن وتوحيد الرؤي بين الدول الإسلامية والتي تواجه تحديات عديدة.
ودعت "عكاظ " إلى ضرورة أن تتقدم كل الدول الإسلامية لتعزيز التضامن في كل المجالات، من أجل نهضة هذه الأمة، خصوصا مكافحة الإرهاب ومنع التيارات المتطرفة والتكتلات الطائفية من التغلغل في المجتمعات العربية والإسلامية والسعي الحثيث لإيجاد حلول لقضايا الأمة لافتة إلى أن اجتماع جدة حقق اختراقا كبيرا حيال تعزيز العمل الإسلامي المشترك وهذا انعكس من خلال الارتياح العربي وإلاسلامي من النتائج التي أكدت على وحدة العالم الإسلامي وفق خارطة واقعية، بحيث يعمل الجميع على تنفيذ كل ما يخرج من هذا اللقاء.
واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة أن الوقت الآن أكثر إلحاحا على الدول الإسلامية أن تتنبه للمستقبل وأن تعمل في أقرب وقت على بلورة صيغة مشتركة تواجه التحديات المقبلة، وبالطبع سيكون "إعلان جدة" الدافع الحقيقي لعمل هذه الدول، بما يحقق تطلعات شعوب الدول الإسلامية.
من جانبها قالت صحيفة "الرياض" السعودية إن العالم الإسلامي قوة لايستهان بها أبدا، فعندما يكون عدد سكانه مليارا وسبع مئة ألف نسمة يشكلون 26 في المائة من سكان العالم، ويمتد من اندونيسيا شرقا الى السنغال غربا، ومساحته تشكل ربع مساحة الكرة الأرضية، ويطل على 18 بحرا وثلاثة محيطات وأربع بحيرات، هذا يعني انه قوة لايستهان بها أبدا ويعمل لها ألف حساب في موازين القوى الدولية.
وأكدت فى افتتاحيتها أن هذه القوة يجب ألا تكون حبيسة بعد جغرافي او انتماء سياسي من الممكن ان يعيق إكمال حدتها واستغلال مواردها الاستغلال الامثل.
وأشارت كمثال أن التجارة البينية بين الدول الاسلامية ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى الطموحات، وإن كانت التوقعات تشير إلى أن حجمها سيسجل متوسط نمو سنوي بنسبة سبعة في المائة بين عامي 2013 و2016 ليبلغ صافي التجارة البينية نحو 500 مليار دولار سنة 2016. مما يبعث على التفاؤل للرقي بالتجارة البينية إلى 20 في المائة سنة 2015.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك مؤشر جيد يبعث على التفاؤل وإن كان لا يرقى الى مستوى التطلعات، فالامكانات اكبر والموارد متنوعة والموقع الممتد يجعلنا نطالب ان يكون التنسيق الإسلامي - الإسلامي أشمل من أن يكون محصورا في أرقام ضعيفة لاتؤثر كثيرا في دوران عجلة الاقتصاد العالمي الذي نطمح أن نكون فيه قوة يتم التعامل معها من منظور التكافؤ والقدرة على مسايرة المتغيرات حتى نكون قادرين على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار الدولي من خلال ثقل سياسي اقتصادي يكون مبنياً على وحدة إسلامية حقيقية تتعامل مع الواقع.
واختتمت صحيفة "الرياض" تعليقها مؤكدة عدم وجود سبب حقيقي يمنع التكامل الإسلامي، فقوة الإسلام أكبر من البعد الجغرافي أو حتى السياسي أو الاقتصادي وأيضا الاجتماعي، فالشعوب الإسلامية وإن اختلفت مشاربها فإن الإسلام يجمعها ويوحد صفوفها ويجب استغلال هذا الانتماء ليس فقط لدى الشعوب وإنما أيضا حكومات الدول الإسلامية من أجل أن يكون التكامل أكبر وأكثر رسوخا مما هو عليه الآن حتى يكون لدينا صوت مسموع مؤثر كما يجب أن يكون.