وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة

دعا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الإعلاميين والمثقفين والمفكرين في العالمين العربي والإسلامي، إلى القيام بدورهم في محاربة آفة الإرهاب الذي بات يهدد العالم.
وخاطب خوجة، في كلمته خلال الحفل الختامي الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام، مساء أمس الثلاثاء، في جدة تكريمًا للوفود الإعلامية والثقافية المشاركة في موسم الحج لهذا العام، قائلًا: تدركون جميعًا كيف أن الإعلام رسالة والكلمة أمانة وتدركون أننا نعيش الآن في مرحلة حسّاسة وخطيرة بل بالغة الخطورة، في هذا الزمان، فالأعداء يتربّصون بالأمة من كل ناحية وزاوية، وها أنتم ترون أفواه التطرف قد كشّرت عن أنيابها، وكلنا نسعى حثيثًا إلى إجتثاث هذا الوباء العالمي فهو كالمرض الخبيث الذي يستشري في بدن الأمة وكالعضو الفاسد الذي لا علاج له سوى إستئصاله وإجتثاثه من جذوره، وأنتم بما أوتيتم من المهنية والعلم والثقافة قادرون على أن تسهموا في تخليص الأمة منه، فدور الإعلام في توعية الجماهير أمر معروف منذ أن كان الإعلام والصدع بكلمة الحق جزء من رسالته ومسؤولياته الاجتماعية، بل أكاد أجزم أيها الإخوة أن الدور الحقيقي للإعلام المحايد يكاد يتمحور حول الحقيقة، وإظهارها للمجتمعات والجماهير.
وأشار إلى أن الحج كما هو ركن من أركان الاسلام فإنه أيضًا رحلة علمية لصفوة علماء الأمة ومفكريها على مر الزمان وكان فرصة مواتية كذلك للقاءات العلماء والدارسين بتبادل الآراء وإشراك النظر في مسائل العلم بشتى صنوفه وأبوابه والتعرّف والإطلاع على المؤلفات والتصانيف العلمية، وليس ذلك وحسب بل كان الحج فرصة للمتعلمين لأخذ الإجازات العلمية عن كبار العلماء محققين بذلك مقصدًا كبيرًا في فريضة الحج ألا وهو قضاء المنافع العلمية، ولا غرو كذلك في أن يتصدّر الشعراء لوصف النفس الإنسانية في كل تجلياتها وحالاتها في موسم كبير مثل موسم الحج في عصر مثل الشعر فيه المدونة الأولى لأنماط الإتصال الإجتماعي والتفاعل الإنساني وتدوين ما هو مشترك فيما بينهم، ولا غرو أيضًا أن تكونوا أنتم الآن أيها الإخوة الراصد الأكبر والمدون الأمثل في هذا الأمر في زمن بات الاتصال الجماهيري أبرز سماته وأقدر أدواته وأشمل انعكاساته ومرآته التي يرى العالم من خلالها.
 
وأضاف: كما أن الحج إلى مكة والمشاعر المقدسة إستحوذ على صانعي الأخبار، بما فيه من سمات وخصوصية، وهو ما سمح لمن رام البحث عن مادة إخبارية أو فكرة لقصيدة أو لقطة فوتوغرافية مميزة أن يقصد الحج وصدق الله جل وعلا حينما قال في سورة الحج: " لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".
 وتابع: بفضل من الله أتممتم حجكم إلى بارئكم وشاهدتم عن قرب كيف أن الأمة الإسلامية تنعم بهذا التنوّع الضخم في الأعراق والثقافات والمشارب والمذاهب، ورأى كل ذي بصر إلى أي حد يكمن السلام والطمأنينة في التعايش والتفاهم كما في الحج، وكيف أن هذه الأمة في أساسها ومبناها وتكوينها أمة محبة ووئام وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله في كلمته في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في الأيام المنصرمة من أن الثقافة الإسلامية هي التي توحد الأمة وتصل شعوبها ودولها.
وعبّر رؤساء وأعضاء الوفود الإعلامية والثقافية ضيوف وزارة الثقافة والإعلام لموسم حج هذا العام (1435هـ)، عن بالغ تقديرهم وشكرهم لما قدمته وتقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من جهود وإمكانات كبيرة من أجل تقديم كل ما من شأنه الإرتقاء بمستوى الخدمات لجميع ضيوف الرحمن.
وفي كلمتهم خلال الحفل، قدم: مراسل قناة sctv الإندونيسية، راديتو ويكاكسونو، ومذيع ورئيس التحرير بالقسم العربي في تلفزيون تشاد، محمد حسن عبدالرسول، والإعلامي الألباني، fitim zekthi، وعضو هيئة التدريس في كلية الأداب والفنون والإنسانيات في جامعة منوبة في تونس،الدكتور أعلية بن أحمد علاني، ورئيس الوفد الإعلامي رئيس التحرير في التلفزيون العُماني، صالح حمد سيف الزكواني، الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، على ما تبذله المملكة من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم، مشيرين إلى المشاريع العملاقة في المشاعر المقدسة وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة التي يفخر بها المسلمون، كما قدموا شكرهم لوزارة الثقافة والإعلام وللوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة على إستضافتهم وعلى كرم الضيافة.