وافق اجتماع مطول لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، ترأسه الرئيس السوداني عمر البشير، الخميس، على تولي مهدي إبراهيم أمانة البرلمان داخل الحزب، وياسر يوسف أمانة الإعلام، وذلك في خطوة منه لضبط الأداء الإعلامي بعد تضارب تصريحات أعضاء الحزب والمسؤولين في الدولة. وجاء ياسر يوسف خلفًا لنائب أمين الإعلام السابق البروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم، بعد أن إحتج الأخير على تضارب التصريحات لوسائل الإعلام، وعدم  تقيد بعض أعضاء الحزب بتوجيهاته في شأن الخطاب الإعلامي. وحسب الإذاعة السودانية الرسمية، اهتم الاجتماع بمراجعة الأداء الإعلامي، وضبط تصريحات منتسبيه، مشددًا على محاسبة من يخرج على رؤيته عند التحدث مع وسائل الإعلام، وقرر أن يكون مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع متحدثًا رسميًا باسم الحزب، على أن يُحدد ناطق رسمي لكل قطاع  في الحزب، يعبر عن رأي الحزب. وقال الدكتور نافع، في تصريحات له، أن "المقترحات أقرت، بما في ذلك محاسبة من يخالف قرارات وتوجيهات المكتب القيادي في الحزب"، موضحًا أن "ذلك لا يعني ألا يتحدث أحد". وأضاف نافع أن "أي حزب لا بد من أن يكون لديه ناطق رسمي  باسمه، يبين رأيه في القضايا المطروحة، وهذا أمر غير موجود الآن، والشاهد على ذلك سيل التصريحات المتدفق كل ساعة لوسائل الإعلام الداخلية والخارجية، التي تبدو أحيانًا متضاربة وغير منسجمة"، من جانبه، صرح الباحث السوداني المهندس سليمان صديق علي لـ"العرب اليوم"، قائلاً "أنا في تقديري من المهم قبل ضبط الخطاب الإعلامي، أن يكون هناك مركز داخلي، ونظام، لاتخاذ القرار داخل الحزب، حيث أن المراقب لسلوك الحزب يشعر أنه يفتقر إلى ذلك، كما أن معظم المسؤولين يرتجلون خطاباتهم، وهذا لا يحدث في الدول الأخرى، وهو يؤثر على اتساق الخطاب الإعلامي، سيما وأن الصحافة  تتصيد كلام المسؤولين، حتى وإن  كان في مناسبات غير رسمية" .