طنجة ـ العرب اليوم
أشرف الملك محمد السادس، الإثنين، في طنجة ، على تدشين "بيت الصحافة"، وهو مركز "سوسيو- ثقافي" من شأنه تمكين مهنيي الصحافة والإعلام المغاربة من الاندماج بشكل أفضل، في محيطهم العربي والمتوسطي. ويُشكِّل هذا المركز، وهو الأول من نوعه على الصعيدين العربي والأفريقي، مكانًا ملائمًا للتلاقي بين الصحافيين، وتبادل التجارب بينهم، كما يُوفِّر خدمات متعددة في مجال التكوين، وتقوية القدرات والترفيه. ومن شأن تلك المنشأة الجديدة، المساهمة في اندماج وسائل الإعلام المغربية ضمن فضائها "العربي-المتوسطي"، عبر تحفيز التواصل بين مهنيي بلدان المنطقة، في إطار تسوده روح ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية ودولة القانون. ويشتمل "بيت الصحافة" على مركز "متوسطي للدراسات والبحوث الإعلامية"، هدفه تعزيز الروابط بين المؤسسات الصحافية في المنطقة المتوسطية، وإثراء الحوار والتعارف بين بلدان المنطقة. ويُؤكِّد إحداث هذا المركز، في طنجة، على المكانة التي تحظى بها تلك المدينة العالمية، كملتقى للحضارات، وحوار الثقافات بامتياز ، باعتبارها ثالث قطب إعلامي وطني، بعد كل من الدارالبيضاء والرباط، والتي تحتضن الكثير من المحطات الإذاعية العمومية والخاصة، وقناة تلفزيونية فضائية، إلى جانب عدد من العناوين الصحافية، الوطنية والمحلية. ويشتمل "بيت الصحافة"، الذي شُيِّد على مساحة إجمالية، قدرها 5000 متر مربع، على مركز للتكوين المستمر، وقاعة للندوات تتسع لـ300 مقعد، ومسرح في الهواء الطلق، وفضاء للاستقبال والعرض، وقاعة شرفية، وقاعة للرياضة، وفضاء للعب الأطفال، ومسبح، ومطعم، وفضاءات خضراء. ويعتبر هذا المركز "السوسيو- ثقافي"، الذي تطَّلب إنجازه تكلفة مالية تفوق 14.3 مليون درهم، ثمرة شراكة بين وزارة الاتصال، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ووكالة إنعاش الأقاليم الشمالية، ومجلس جهة "طنجة-تطوان"، والجماعة الحضرية لطنجة، ومجلس عمالة "طنجة-أصيلة". وكان اتفاق الشراكة لتمويل هذا المشروع تم التوقيع عليه في 25 آذار/مارس 2010 من طرف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحافظ جهة طنجة تطوان، والمدير العام لوكالة "إنعاش الأقاليم الشمالية"، ورئيس جهة طنجة تطوان، ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة، ورئيس ومجلس عمالة "طنجة-أصيلة"، ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وكاتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وستساهم تلك المنشأة الطليعية، لا محالة، في ترسيخ هوية وقيم الانفتاح التي تميز مدينة البوغاز، وتثمين موروثها وذاكرتها، ودعم إشعاعها على مستوى الفضاء "الأورو- متوسطي"، و"الأورو-أفريقي"، بما ينسجم تمام الانسجام مع المشروع الوازن "طنجة الكبرى".