الكويت - كونا
افتتحت بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع سفارة مملكة هولندا في دولة الكويت الأربعاء المنتدى العربي الاول بعنوان (دور الاعلام في مكافحة الاتجار بالبشر) تحت رعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح. وقال ممثل راعي الحفل وكيل وزارة الاعلام صلاح المباركي في حفل الافتتاح ان دولة الكويت "تستضيف عددا كبيرا من العمالة الوافدة من جميع الجنسيات وهذا العدد يزيد من احتمالات حدوث بعض التجاوزات التي نشجبها ونرفضها". واضاف الوكيل المباركي ان ذلك انعكس على دستور دولة الكويت الذي اكد في المادة (29) على ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين. وذكر ان الكويت لم تكتف بالنصوص الدستورية بل أصدرت القانون رقم (5) لسنة 2006 للتصديق على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن والبروتوكولين المكملين لها مضيفا أن الحكومة اصدرت ايضا قانون مكافحة الاتجار بالبشر في مارس من العام الماضي بمباركة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. وقال ان موقف الحكومة الكويتية كان "دائما مضادا لأي شكل من أشكال الاتجار بالبشر حيث ادخلت مفاهيم حقوق الانسان الى المناهج التربوية لتثقيف النشء على هذه القيم". وافاد بان الكويت دولة مؤسسات وقوانين يكفل فيها القضاء حقوق اي ضحية مستندا الى القوانين التي شرعتها بهذا الشأن مشيرا الى ان وزارة الاعلام تعي مسؤولياتها تماما في هذا الاطار حيث رصدت ضمن برامجها حملات توعوية لمكافحة الاتجار بالبشر. واضاف ان وزارة الاعلام "لن تتوانى عن الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لمكافحة الاتجار بالبشر" مبينا ان استضافة الكويت لهذا المنتدى العربي ما هي الا دليل على الجدية والتصميم على احترام حقوق الانسان وخاصة قضية الاتجار بالبشر. واكد الوكيل المباركي استعداد الاعلام الكويتي للتعاون الايجابي مع هذه القضية حفاظا على الكرامة الانسانية وانسجاما مع العادات والتقاليد الايمانية الكويتية مضيفا "اننا ننتظر توصيات هذا المنتدى بدعم الاخصائيين في هذا المجال لكي نطلق المزيد من حملات التوعية الاعلامية لشرح مفهوم الاتجار بالبشر ووقاية المجتمع منه وكيفية مكافحته". من جهتها قال رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في دولة الكويت ايمان عريقات في كلمة مماثلة ان الهدف الاساسي من انعقاد هذا المنتدى هو بيان أهمية دور وسائل الاعلام في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر وتفعيل دور الاعلام في محاربتها من خلال طرح مشاريع التوعية وسبل الوقاية وكيفية المساهمة في طرق علاج ضحاياها. وافادت عريقات بأن تعزيز دور الاعلام في رصد مظاهر هذه الجريمة وتسليط الضوء على الاحداث التي تقع في المجتمع سيساهم "بشكل فعال وايجابي في محاربة هذه الجريمة البشعة". واشارت الى ان بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الكويت أصدرت اصدارا خاصا بمناسبة انعقاد هذا المنتدى يتضمن معلومات عن كل ما يخص المنتدى ويشير الى بيانات واحصائيات حول جريمة الاتجار بالبشر ومقترحات لتفعيل دور الاعلام في محاربة هذه الجريمة. واضافت عريقات ان من المتحدثين في هذا المنتدى خبراء من المنظمة الدولية للهجرة ومن الوزارات المعنية في دولة الكويت ومقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالاتجار بالبشر ومتحدثين من بعض دول مجلس التعاون الخليجي ومتخصصين من وسائل اعلام عربية وعالمية وصحافيين مستقلين. من جهته قال المستشار الاقليمي الاول لشمال افريقيا والشرق الاوسط في المنظمة الدولية للهجرة السفير حسن عبدالمنعم في كلمته ان جريمة الاتجار بالبشر هي الجريمة الثالثة على مستوى العالم بعد تجارة الاسلحة والمخدرات "والتي تدر الملايين سنويا على عصابات الاتجار". واضاف عبدالمنعم ان هذه الجريمة تعد من أخطر جرائم عالمنا المعاصر باعتبارها جريمة تستغل الضعفاء وتسلب سنويا مئات الالاف حقوقهم وكرامتهم مبينا انه "مع ذلك نستطيع ان نتفق على ان قدرا كبيرا من التقدم قد أحرز على الصعيد التشريعي في مكافحة الاتجار بالبشر". واوضح ان الانشطة التجريبية للمنظمة الدولية للهجرة ادت الى مشاريع اكبر وبرامج اقليمية اوسع تمتد الان لتشمل اكثر من 100 دولة "حيث قامت المنظمة خلال ال15 عاما السابقة مع العديد من شركائنا بتنفيذ مئات المشاريع وتدريب عشرات الالاف من ممثلي القطاعين العام والخاص وحماية ومساعدة أكثر من 25 ألف من ضحايا الاتجار بالاشخاص". وأكد أهمية دور وسائل الاعلام في تحديد اطر المشكلة وتبعاتها واثارها الاجتماعية والنفسية والصحية على الافراد والمجتمعات واستمرار التواصل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني بهذا الشأن. واعرب عبدالمنعم باسم المنظمة الدولية للهجرة عن جزيل الشكر والتقدير لسمو أمير البلاد على المبادرة الكريمة لاستضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا مبينا ان ذلك "ليس بالأمر الجديد على صاحب الايادي البيضاء في العمل الانساني والذي تجاوز محيطه العربي والاسلامي ليشمل دول العالم". بدوره قال سفير مملكة هولندا لدى دولة الكويت نيكولاس بيتس في كلمته ان مكافحة الاتجار بالبشر أمر "بالغ الاهمية" مبينا أن الارقام تشير الى احتمال ان يصل عدد الضحايا المتاجر بهم الى 800 الف شخص عبر الحدود الدولية سنويا منهم العديد ممن يتاجر بهم داخل حدود بلدانهم. واعرب بيتس عن ثقته بأن تبادل المعرفة والخبرات بشأن الاتجار بالبشر في هذا المنتدى "سيوفر فهما أفضل للتحديات التي تواجه ادارة نقل العمالة وحماية حقوق العمالة الوافدة في الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية". واعرب عن تقديره للمنظمة الدولية للهجرة لجهودها المشتركة مع حكومة دولة الكويت لدعم تطوير ادارة العمالة التعاقدية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط معبرا عن الامل ان يكون المنتدى بمثابة نقطة البداية لدور اقوى لوسائل الاعلام في الاسهام في حماية العمالة وتعزيز الحوار وتبادل المعلومات.