تحت عنوان " أطفال مصريون يحتفلون بالعام الجديد في الملاهي والمنتزهات" ، ألقت وسائل الإعلام الصينية الضوء عن الأوضاع الحالية في مصر والإستقرار والهدوء الذى تشهده المدن والمناطق المصرية فى العاصمة القاهرة وغيرها، بعد أيام عصيبة من الاضطرابات والهجمات الإرهابية من جماعة "الإخوان"، لكنها تبدلت خلال الاحتفالات برأس السنة ، بخروج الأسر المصرية من بكافة أفرادها من أطفال ونساء وحتى كبار السن إلى دور العبادة . وخلال التحقيق المدعم بالصور، لبعض وسائل الإعلام الصينية المحلية الصادرة باللغة الصينية وأيضًا شبكة الصين الواسعة الإنتشار على شبكة الإنترنت، أشارت إلى توافد أسر مصرية على المنتزهات والملاهي للاحتفال بالعام الجديد، وتجمع عدد كبير من الأطفال في مدن الملاهي للاحتفال وسط فرحة وسعادة بدت على وجوه الجميع، كما أشارت بعض وسائل الإعلام الصينية إلى أن ذلك يأتى قبيل إجراء التصويت على مسودة الدستور الذى يتمنى الغالبية من المجتمع المصري، أن يعبر من خلاله وطبقا لخارطة الطريق إلى بر الأمان بمستقبل أكثر استقرارًا وتقدمًا يعود بمصر إلى مكانتها الدولية والسياسية والاقتصادية التي تستحقها. كما أشار الإعلام الصيني إلى إحتفالات المصريين الأقباط بأعياد الميلاد للسيد المسيح عليه السلام، ومشاركة أشقائهم المسلمين لهم في الإحتفالات بالكنائس ، والترتيبات الأمنية غير المسبوقة من قوات الشرطة والجيش التى صاحبت الاحتفالات ما أعطى شعورًا بالطمأنينة وخروج الجميع للإحتفال في الشوارع ودور العبادة، كنوع من البروفة الأمنية للإجراءات الأمنية التى ستسبق الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وما سيعقبه من انتخابات رئاسية وبرلمانية تبدأ معها صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث. يأتى ذلك متزامنًا مع وصول، تشانج مينج نائب وزير الخارجية الصيني، إلى القاهرة في زيارة لمصر، وذلك كأحد نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها مؤخرًا وزير الخارجية نبيل فهمي إلى الصين والتقى خلالها مع نائب الرئيس الصينى ونظيره الصيني، وما نتج عنها من دفع جديد لمستقبل العلاقات المصرية الصينية فى كافة المجالات، وأهم من ذلك، دعمًا سياسيًا صينيًا كبيرًا ووقوف صيني مع إرادة الشعب المصري فى تحديد مستقبله بكل حرية ورفضًا صينيًا شديدًا لأي تدخل خارجي من أي دولة مهما كانت في الشؤون الداخلية المصرية. وتتضمن أجندة زيارة تشانغ الحالية لمصر بحث سبل دعم علاقات التعاون فى كافة المجالات وما يمكن أن تقدمه الصين من مساعدات لمصر في هذا الإطار. وعلى مدار الأيام الماضية دائمًا ما كانت الصين تؤكد من خلال مسئوليها وبيانات الخارجية الصينية، إيمانها العميق بقدرة وحكمة الشعب المصري والقيادة المصرية في العمل على تحقيق الاستقرار والتنمية وإيجاد الطرق التنموية التي تتناسب مع الأوضاع المصرية وطموحات الشعب المصري، ودعمها لإرادته . كانت مصر قد أكدت أن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي للصين مؤخرًا استهدفت - ليس فقط - استعادة العلاقة وتنشيطها والعمل سويًا ليس لإعادة كتابة التاريخ بين البلدين، ولكن أيضًا لبناء مستقبل أفضل للشعبين المصري والصيني ودعم التعاون السياسى والاقتصادي والعسكري بما يحقق المصلحة للبلدين على المستويين الاقليمي والدولي، خاصة وأن الأسلوب الأسلم لضمان استقرار العلاقة هو خلق مصالح مشتركة بغض النظر عن أي ظرف عابر هنا أو هناك . وبعيدا عن السياسة، هناك ولع صينى كبير بكل ما هو مصري سواء ما يتعلق بالآثار المصرية أو الطعام المصري أو حتى العادات التراثية المصرية فعبر المنتديات الصينية، مثل "سينا ويبو" وهو ما يعادل "الفيس بوك" كثيرًا ما تجد صورًا لمصر والآثار المصرية واهتمام كبير بما تشهده مصر حاليًا من أوضاع وتطورات، منها من هو متخوف من صور الأحداث والاضطرابات ومنها من هو فني خاص بالولع بالآثار المصرية، وآخرها ما حدث من اهتمام بمتابعة مباراة كرة القدم بين فريق الأهلي المصري وفريق جونزوا الصيني والتي تعد المواجهة المصرية الصينية الأولى التي انتهت لصالح فريق جونزوا . وعلى الرغم من نتيجة المباراة إلا أن الحدث كان تأثيره أكبر حيث شهدت منتديات البحث الصينية نشاطًا كبيرًا عن كل ما هو مصري سواء في الحياة أو الأطعمة أو العادات وحتى وصل إلى الأشكال المصرية والاهتمام بالتماثيل الفرعونية وأوراق البردى التى أصبح الحصول عليها لتكون فى البيت الصيني فوزًا كبيرًا وفخرًا بين الأسر الصينية خاصة الشباب . وعلى هامش زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الأخيرة للصين، وفي لفتة مرحة من الوزير، جاءت خلال حفل الاستقبال الذى أقامه السفير مجدي عامر وحضره كبار المسئولين الصينيين من سياسيين واقتصاديين وعسكريين ومن بينهم المبعوث الصيني للشرق الأوسط وو سى كه، حيث ألقى كلمة ترحيب خلال اللقاء، وخلالها حاول إضفاء نوع من الأجواء المرحة على اللقاء الرسمي، فقال أنه يشيد بالاستقبال الصيني الكبير والنتائج الكبيرة والناجحة لزيارته للصين، لولا "الخطأ الصيني الكبير" وهنا سكت الحضور وعلى وجوههم نظرة ترقب واندهاش بسبب هذه الجملة ، إلا أن الوزير نبيل فهمي قال مبتسمًا "أن الخطأ الصيني" هو فوز فريق جونزا الصيني لكرة القدم على النادي الأهلي، حيث كان يتمنى الوزير أن يعود لمصر بزيارة ناحجة وفوز للأهلي، وهنا ضجت القاعة بالضحك وتحية الوزير المصري، لكن فهمي قال أنه يحيي ويشيد بارتفاع مستوى الكرة الصينية بفوزها على فريق عريق كالأهلي . أما خلال منتديات الدردشات المنتشرة بشكل واسع في الصين فقد تأثر أحد المواطنين الصينيين الذين يجيدون اللغة العربية والتى درسها في جامعة اللغات الأجنبية في بكين، وهي واحدة من أكثر من 30 معهد وكلية يدرسون اللغة العربية في الصين، قام بإعادة بث قصيدة لشاعر صيني يدعى كريم تشنغ يونغ كتبها للتعبير عن حبه الشديد لمصر بعنوان "مصر- من أجلك" تحدث خلالها عن حبه لمياه النيل وشموخ الأهرام والبحر الأحمر وقناة السويس وشروق الشمس الدافئة وثمار الأشجار، جاء فيها "مصر .. يا ساكنة قلبي .. لماذا أحبك إلى هذا الحد؟ .. حد التفكير بتقديم روحي فداء لك .. فحبك يسير في قلبي كما يسير الدم في الشريان".