الدوحة ـ قنا
صدر عن المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية العدد الثامن من مجلته الفصلية الدبلوماسي، وجاء العدد حافلاً بالمتابعات والمقالات والتقارير والمواضيع المتنوعة. وتحت عنوان "بين مدينتين: الدكتور العطية: نحن أصحاب رؤية"، خصصت المجلة موضوع الغلاف لتحليل الخطابين المهمين اللذين ألقاهما سعادة وزير الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية في شهر ديسمبر الحالي في لندن والمنامة. وكان الأول هو المحاضرة التي دعي سعادة وزير الخارجية لإلقائها يوم 4 ديسمبر في "شاتهام هاوس" بلندن، وأما الخطاب الثاني، فألقاه بعد ثلاثة أيام (7 ديسمبر) في "حوار المنامة". وقد رأت المجلة في تحليلها للخطابين ما يجمع بينهما، على اعتبار أن سعادة وزير الخارجية عالج فيهما قضايا ساخنة، وبين موقف الدبلوماسية القطرية منها، ووضح بعض ما التبس على الأذهان، ولم يأت الخطابان في مجال التبرير وردود الأفعال بقدر ما ورد في إطار التحليل العقلاني والتفاعل الإيجابي. طرح سعادته رؤية قطر لما يحدث حولها، وأكد مفاهيم تخص التفاوض والأخلاق الدولية والادماج الديمقراطي، تتوافق حولها النخبة السياسية والفكرية في العالم العربي والإسلامي، بل وفي الغرب أيضاً. وفي كلمة العدد، عالجت "الدبلوماسي" موضوع الشبكات الاجتماعية، ومسألة توظيفها في العمل الدبلوماسي، فنشرت حول هذا الموضوع مقالتين، إحداهما بعنوان: "وسائل التواصل الاجتماعي: بماذا يمكن أن تفيد الدبلوماسية القطرية؟". وأكد المقال ضرورة متابعة التحديث التكنولوجي والاستفادة منه في العمل الدبلوماسي، ولاسيما في الدبلوماسية الشعبية، وبيّن أن الدول الغربية المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة جعلت من هذه "الوسائل التكنولوجية الاجتماعية" أدوات تستفيد منها في سياساتها العامة، وقدّم المقال العديد من المعلومات والأمثلة عما يقع حالياً في هذا المجال، ومع ملاحظة السلبيات والمخاطر، ودعا إلى اعتماد "استراتيجية متسقة للتواصل الاجتماعي" في دولة قطر. وأما المقالة الثانية فقد وردت بعنوان: "الخليج ما بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد"، وفيها كتب الدكتور عبد الله المدني محللاً دراسة صدرت مؤخراً للدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، عن أدوات التواصل الاجتماعي، ويتحدث فيه عن التنافس مع الإعلام التقليدي، وعن "الجوانب المظلمة" في الإعلام الجديد. وفي باب "مقالات"، نشرت المجلة موضوعين: الأول هو "السفير من الترشيح حتى انتهاء المهمة"، لسفير دولة قطر في بولندا، سعادة السيد هادي بن ناصر الهاجري، تناول فيه كل ما يحدث منذ أن يقع ترشيح شخصية دبلوماسية (أو سياسية أو علمية) لمنصب السفير في دولة ما من العالم، حتى الوقت الذي تنتهي فيه المهمة. وأما الموضوع الثاني، فهو "تاريخ العلاقات الصينية- العربية: الدبلوماسية بدلا من الحرب"، كتبه الدكتور محمد حبش، ويستعرض فيه تاريخ العلاقات بين العرب المسلمين وبلاد الصين منذ عهد الخلفاء الراشدين إلى يومنا، وفيه يكشف الكاتب كيف ساهم المسلمون في إرجاع أحد ملوك الصين إلى عرشه؟، وكيف ساهم الصينيون في تمكين الإسلام من الانتشار في بلاد فارس؟ وكيف أمكن بالدبلوماسية جعل ملايين الصينيين يعتنقون الإسلام؟. وفي الأبواب الثابتة، استعرضت المجلة في باب "شخصيات"، سيرة القائد العسكري والأمبراطور الفرنسي، صاحب الحملة الشهيرة على مصر، نابليون بونابرت. وتناولت المجلة أيضاً "مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2013"، و"المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو، ومراجعة كتاب "الإسلام والدبلوماسية"، والقاموس السياسي. الجدير بالذكر أن مجلة الدبلوماسي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية وسوف تتوفر نسخة إلكترونية منها في الموقع الإلكتروني الجديد للمعهد الدبلوماسي الذي سيدشن مطلع عام 2014.