صدر حديثا العدد الثاني والثمانون من مجلة "المأثورات الشعبية"، التي تصدر عن وزارة الثقافة والفنون والتراث وهى تعنى بالتراث الشعبي العربي بشكل عام وتراث دول الخليج العربية بشكل خاص.  وتناولت المجلة في افتتاحيتها كلمة لأسرة التحرير حول انعقاد ندوة في21 من مايو 2013 للاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي بعنوان "التنوع الثقافي ودورة في التنمية المستدامة واثراء الحوار بين الحضارات " وذلك بدعوة من المجموعة الخليجية لدى منظمة اليونسكو بمقرها في باريس، حيث تم الإشارة إلى أهم المحاور التي ناقشتها الندوة ومنها إبراز جهود دول الخليج في تفعيل التنوع الثقافي ودور المؤسسات الثقافية الخليجية في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي وتنظيم مسابقة افلام قصيرة لمدة دقيقتين حول محور التنوع الثقافي يشارك فيها طلاب الجامعات بهدف رؤية الاجيال الجديدة حول حوار الحضارات واحترام الثقافات المتنوعة. كما تطرقت إلى اعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي من خلال الهوية والتعددية وحقوق الانسان والابداع والتضامن الدولي بالإضافة إلى جانب من كلمة للسيد كويشيرو ماتسورا المدير العام لليونسكو. وتناولت المجلة موضوع السرج التونسي حرفة وفن في الذاكرة  والتطعيم على الخشب  حرفة وموروث  ومن اهم تلك الانماط الفارسي والعربي والفرعوني والبلدي الى جانب الصدف وانوعه وطريقة تحضير الصدف والعاج للتطعيم .. والتطريز المغربي الذي يعتبر فن ابداعي ونسائي ويتنوع التطريز من خلال المسميات الفاسي والمكناسي والسلاوي وشفشاون وازمور والرباطي ولعلوج والتطواني والتطريز بالخيط المذهب المسطح والنطع. كما يقدم العدد ملفا خاصا عن واقع الزخرفة في قطر حيث يشير الاستاذ محمد سعيد البلوشي استشاري تراث من إدارة التراث في وزارة الثقافة والفنون إلى ما تمر به المنطقة العربية والاسلامية الان بفترة من أصعب فترات تاريخها الحافل لافتا إلى أن الدور التاريخي لها يتضاءل بعدما كانت مركزا للحضارة الانسانية ومنبرا لها منذ فجر التاريخ، معتبرا أن الثورة العلمية التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين وسيادة النمط الثقافي الغربي همشا دور الثقافة العربية والاسلامية كثيرا. ويقدم العدد أيضا ملفًا خاصًا عن البدو بعنوان /البترا ووادي رم في جنوب الاردن ماض تليد وتراث متجدد، وملفا اخر عن جسر المسيب ، كما ناقش الاستاذ عثمان حسين عثمان الخبير الثقافي موضوعا حول / التراث الثقافي غير المادي لمدينة حلب في العصور الإسلامية لمجموعة من  الباحثين ضمن الندوة العلمية المتخصصة والتفاصيل التي شكلت هذا التراث والتي تركزت في عدة محاور تناول قسم منها التراث الشعبي لمدينة حلب وامثالها الشعبية وموسيقاها وقراءة في موسوعة خير الدين الاسدي. ورافق مجلة المأثورات الشعبية كتاب حول /جمع ودراسة الثقافة المادية والموسيقى الشعبية/ لمجموعة من الكتاب والكاتبات .. حيث ناقش الاستاذ اسعد نديم تجربة في الفلكلور والاستاذ علي عثمان محمد صالح بعنوان ماهية الثقافة المادية كمصطلح علمي ..أما الاستاذ صالح عبدالله العريفي فتحدث عن التنمية الاقتصادية والتراث الثقافي المادي لدول الخليج العربية . وتناولت السيدة نوال المسيري موضوعا بعنوان /الاعداد العلمي والفني للجامعيين الميدانيين /حيث أوضحت أن أساس أي علم أو تخصص هو المادة العلمية التي يجمعها الباحث فالمادة العلمية بالنسبة للمورخ مثلا تتكون من المادة التاريخية التي يجمعها من الكتب او الوثائق او المقابلات الشخصية كذلك في المادة العلمية بالنسبة لدراسة الفولكلور هي الماثورات التي يجمعها من الرواة او الممارسين التقليديين او المادة المجموعة من خلال ملاحظاته للمظاهر التقليدية سواء كانت مادية او غير مادية. وتحدث الاستاذ طارق حسون فريد عن أفكار تتعلق باهداف المسح الموسيقى الاولي الشامل ووسائل تنفيذها في منطقة الخليج والجزيرة العربية .. واما الباحث شهرزاد قاسم حسن تناول موضوع المسوحات الميدانية وتوثيق المواد الموسيقية في دول الخليج العربية وملاحظات اولية في المسوحات الميدانية والتوثيق . أما الاستاذة حصة سيد زيد الرفاعي فتحدثت عن اهمية الاغنية البحرية الكويتية واصولها الموسيقية وخصائصها اللحنية حيث يعتمد هذا اللون من الغناء على قدرات صوت المغني في حين تلعب الالات الموسيقية دورا ثانويا في التكوين العام للاغنية حيث تساند تلك الالات غناء المطرب وتضفي عليه توافقا لحنيا متميزا .