تضمن العدد الجديد من مجلة المعلم العربي الفصلية الصادرة عن وزارة التربية عدداً من البحوث والدراسات النفسية والتربوية التي تناولت الأولويات الهامة في طرائق التربية العلمية والاجتماعية والنفسية إضافة إلى دراسات نقدية في الأدب وتاريخه ومقالات في البيئة والعلوم. أما افتتاحية العدد فكانت قراءة بعنوان التربية والتنمية الشاملة لوزير التربية الدكتور هزوان الوز بين فيها أن مفهوم التنمية التربوية تطور بتطور كل من التنمية والتربية فكل ما تطورت وظيفة التنمية وعملياتها خضعت التربية لتحول مناظر في الوظيفة والعمليات مبيناً أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أنه يمكن تلخيص مراحل تطور مفهوم التنمية خلال القرن المنصرم في ثلاث مراحل حيث قدم قراءة دلالية للمراحل الثلاث . وفي قراءة المعلم الناجح والمعلم الفعال للدكتورة مجيدة بدور رئيسة التحرير رأت أن المعلم هو مكون هام من مكونات العملية التربوية وقد استأثر باهتمام الفلسفات التربوية القديمة والمعاصرة التي قدمته في الأهمية على المنهج وطريقة التدريس. وفي ملف الدراسات التربوية والنفسية دراسة للدكتور أحمد غنام بعنوان فلسفة التعلم الذاتي بين فيها أن التعلم نشاط ذاتي يقوم به المتعلم ليحصل على استجابات ويكون مواقف يستطيع بواسطتها أن يجابه كل ما يعترضه من مشاكل في الحياة موضحا أن المقصود بالعملية التربوية هو تمكين المتعلم من الحصول على الاستجابات المناسبة والمواقف الملائمة. وتضمن ملف أدب ونقد دراسة نقدية في القصة القصيرة جدا لبسام حسن بين فيها انه من المخاطرة الجزم والتحديد تنظيرا وتعقيدا فيما يخص سمات ومحددات القصة القصيرة جدا لأسباب عديدة منها أن النقد ما زال متأخرا عن الإبداع في هذا الفن الجديد. وأوضح حسن انه لعل تسمية قصة قصيرة جدا موضوع إشكالي حتى الآن وهذا ما دعا ادوار الخراط لاقتراح تسمية القصة القصيدة نظرا لحضور السرد وبعض ملامح الايقاع الناتج عن التكثيف وقد شاعت اليوم تسمية قصة قصيرة جدا وهذه التسمية تحيل مباشرة إلى الجانب الكمي "عدد الكلمات من خلال كلمة جدا وتحافظ على سمة السرد من خلال كلمة قصة مبينا ان كلمة جدا تحيل إلى التكثيف الكبير بالزمن من خلال اللعب على طاقات اللغة الكامنة أهمها الايحاء. اما ملف قضايا فتضمن دراسة بقلم الدكتورة صفاء قدور تحت عنوان الوطنية ... المواطنة في العملية التعليمية بينت فيها أهمية الإشارة إلى معنى كل من الوطن والمواطن والوطني التي ارتبطت بتطور مدلولاتها الاجتماعية والسياسية متطرقة إلى تعريف الوطنية على أنها حب الفرد وطنه وإخلاصه له والشعور بالانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن. وأوضحت قدور في دراستها .. أن المواطنة هي انتماء الإنسان إلى بيئة جغرافية والمشاركة الإنسانية في إطار المتحد في بيئة معينة والإحساس بالانتماء إلى الأرض والمجتمع والمساواة في الحقوق والواجبات حيث قدمت معظم الوسائل المنهجية المفيدة في إغناء دراستها. ويتألف كتاب العدد الذي جاء تحت عنوان من يربي ابناءنا لعبد العزيز الخضراء وعرضه عدنان العلي من مقدمة للكاتب محمد مروان مراد وثلاثة مداخل للمؤلف يحدد فيها التطورات المستجدة والظروف الراهنة التي تواجه مجتمع القرن الحادي والعشرين في تربية الاولاد والمتغيرات المعاصرة التي أفرزتها محددا التقنيات والمؤسسات التي تسهم في تربية الطفل العربي والاتجاهات التربوية الحديثة التي تستهدف محو بعض سلبيات التربية التقليدية القديمة. أما ملف الثقافة والفنون فتضمن عدة مقالات منها مقال بعنوان التراث الشعبي السوري وأهميته المحلية والعالمية بقلم نزار الأسود معرفا التراث الشعبي بأنه هو كل ما سطره الاجداد عبر القرون الماضية وانه حضارة الامة وتاريخها السياسي والجغرافي والاقتصادي وثقافتها الشعبية وتجارب أجيال الامة عبر العصور الاجتماعية والأدبية ونحن أبناء الماضي. وأشار الى ضرورة جمع التراث الشعبي بأنواعه جميعا قبل الضياع وذلك لاغناء الحضارة المحلية والعالمية ولتساهم سورية في رقي الانسانية ولتستفيد منه الأجيال السورية والعربية الصاعدة فالماضي هو مرآة الحاضر من الحكاية الشعبية والأمثال وحكايات الأمثال وألعاب الأطفال وغيرها.