تضمن العدد الجديد من مجلة المعرفة مقالات ودراسات وبحوثا فكرية إضافة إلى بعض الحوارات والنتاجات الإبداعية والقراءات لمجموعة من الأدباء والكتاب. وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح تناولت في مقال بعنوان رد الاعتبار موضوع القصة القصيرة قائلة إنه في اللحظة التي أعلن فيها فوز الأديبة الكندية أليس مونرو بجائزة نوبل للأداب لعام 2013 توجت القصة بعد طول انتظار على عرش الأجناس الأدبية وسطع نجمها بعد أن ظلت أنوارها خافتة تعيش في ظل الرواية والمسرحية والشعر. وأضافت: إن مثل هذا التألق للقصة كان في بداية القرن السابع عشر مع القصص المثالية للكاتب الإسباني ثرفانتس صاحب دون كيخوتيه وفي القرن التاسع عشر على يد الأديب الروسي انطون تشيخوف والأوكراني نيكولاي غوغول وفي القرن العشرين مع توفيق الحكيم وعزيز نيسين. أما كلمة العدد لرئيس التحرير الدكتور علي القيم فجاءت تحت عنوان تحديات الفكر والثقافة بين فيها أن كل حوار فكري لا ينشد منه الإنسان اخصاب المعرفة وأداء رسالة ثقافية تتجاوز حدود الأشخاص ليصل إلى الواقع العميق كحقيقة اجتماعية حضارية هو حوار بيزنطي مؤكدا ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر. وفي ملف العدد الخاص مجموعة من القراءات والدراسات للشاعر أبي تمام شارك فيها الدكتور خالد الحلبوني في دراسة بعنوان أبو تمام محطات حياته ومذهبه الشامي والدكتور محمود الربداوي بدراسة بعنوان أبو تمام ملأ الكتب وشغل النقاد كما شارك الدكتور عاطف البطرس بقراءة نقدية عنوانها الوحدة والتنوع في التكوين الثقافي لأبي تمام إضافة إلى مقال الصنعة العقلية عند ابي تمام للدكتور أحمد علي محمد. وكتب الشاعر الدكتور ثائر زين الدين دراسة بعنوان الفن التشكيلي والرواية بين فيها أن الرواية بصورة عامة متغيرة متبدلة ومتطورة دائما ولا تثبت على قواعد حيث تجاوزت حدود جنسها إلى حقول أدبية وفنية ومعرفية مضيفا إن اللوحة التشكيلية بما تمتلكه من صور ومكونات حضرت في أعمال روائيين قدامى قلائل كما هي الحال في كثير من أعمال ديستوفسكي كروايات الأبله والمراهق والشياطين. أما الدكتور شوقي المعري فقدم دراسة بعنوان اسم الآلة بين القياس والسماع وفيما يخص الأطفال ورد في العدد بحث بعنوان العناد عند الطفل للدكتورة سلوى المرتضى مشيرة فيه إلى أن التربية السليمة تحتل دورا كبيرا في تكوين شخصيات الأطفال وجعلها تخطو في الحياة على الطريق السليم متمتعة بالطمأنينة ومتصفة بالنضج والتوازن وبالتالي تنأى عن الأمراض النفسية والشخصية المهزوزة. أما في ملف الإبداع فهناك قصيدة لخليل الموسى بعنوان قمر لسيد المعرة وأخرى بعنوان زيزفون الأرض لمحمود حامد أما في القصة فنجد قصة الأرض لمالك صقور وقصة بعنوان وليمة من الحياة لملك دكاك. وفي ملف آفاق المعرفة كتب أنور محمد مقالا بعنوان الطاهر والطار من التمزق إلى التكامل إضافة إلى شاعر القلمون عبد المجيد الحجار بقلم عدنان مصطفى العلي وهيغل فيلسوف الصيرورة لأسعد طربيه. وأظهر عيد الدرويش بمقاله مقابسات في الحضارة العربية أن الحضارة كالحياة هي صراع دائم مع الموت والحياة لا تستطيع أن تحتفظ بنفسها إلا إذا تجددت وتبدلت وتطورت مع الأيام وازدادت تراكما معرفيا وتخلصت من الصور البالية بصور وقيم جديدة تلبي نشاطات الحياة الاجتماعية العامة والخاصة.