أطلقت الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الإمارات أول مجلة متخصصة في التحقيقات في الحوادث الجوية باللغة الانجليزية, بعنوان “المحقق” خلال معرض دبي الدولي للطيران. وقام سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني بتوقيع أول عدد من المجلة نصف السنوية بحضور فريق التحقيقات في الحوادث الجوية وموظفي الهيئة العامة للطيران المدني, وأعرب عن سعادته بهذا الإنجاز, وأضاف أن “قطاع التحقيقات في الحوادث الجوية قطع شوطاً كبيراً على صعيد الخبرة والمعرفة الفنية بما أهّله اليوم ليبدأ مرحلة جديدة تتمثل في نقل الخبرات والمعرفة للعاملين في الطيران المدني على الصعيد الإقليمي والدولي”. وذكر إسماعيل عبد الواحد المدير العام المساعد لقطاع التحقيقات في الحوادث الجوية أن المجلة تركز على استخلاص الدروس القيمة من خبرات المحققين الجويين في الهيئة ومشاركة المجتمع الدولي نتائج وتوصيات التحقيقات الجوية لا سيما أنه مجلة “المحقق” تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وجدير بالذكر أن عام 2012 كان أكثر الأعوام سلامة للطيران حيث تم تسجيل 11 حادثة جوية لطائرات تحمل مسافرين فقط, وهو أقل عدد لحوادث الطيران تم تسجيلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وبين تقرير للطيران المدني أن هذا الرقم يعتبر نقلة نوعية في عالم الطيران المدني وتطورا كبيرا في معايير السلامة مقارنة مع العقود الماضية حيث كان المعدل العام لأعداد الحوادث يتراوح حول 16 حادثا في العام. وجاء في التقرير الذي أصدرته شبكة السلامة الجوية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها أنه تم تسجيل 23 حادثة جوية حول العالم نتجت عنها 475 حالة وفاة طيلة عام 2012 منها 11 حادثة فقط لخطوط جوية تحمل مسافرين. وقالت المنظمة إن قطاع النقل الجوي التجاري شهد خلال العام الماضي 23 حادثا مميتا مقابل 36 حادثا أسفرت عن وفاة 524 شخصا في عام 2011. واعتبرت المنظمة أن عام 2012 عام آمن للغاية للطيران المدني, وفق بياناتها التي أظهرت أن الرقم المسجل في 2012 أقل بكثير من متوسط معدل الحوادث المسجلة خلال 10 سنوات, والبالغ 34 حادثا تسببت في 773 حالة وفاة الأمر الذي يعني ارتفاع معدل سلامة الطيران.  وذكرت أن هذه الإحصاءات تشمل طائرات النقل التجاري, التي تبلغ سعتها أكثر من 14 راكبا, ولا تتضمن حوادث الطائرات العسكرية ورجال الأعمال وحوادث الخطف مشيرة إلى أن 2012 كان العام الآمن للنقل الجوي من حيث عدد الحوادث المسجلة. ولفتت إلى أن عام 2012 شهد أطول فترة من دون حادث في تاريخ الطيران الحديث, وانتهت هذه الفترة التي بلغت 68 يوما, في 30 يناير مع حادث تحطم طائرة من طراز «أنتونوف 28» لخدمات الشحن في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأوضحت المنظمة أن أسوأ حادث للنقل الجوي خلال العام الماضي حصل في الثالث من يونيو الماضي عندما تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة «دان» جراء ارتطامها بمبنى في لاغوس إحدى أكبر مدن نيجيريا ما أسفر عن مقتل 153 على متن الطائرة و10 أشخاص على الأرض مبينة أن أفريقيا لا تزال القارة الأقل أمنا من حيث حوادث تحطم الطائرات في قطاع النقل الجوي إذ إنها تمثل 22 في المائة من مجموع الحوادث المميتة في حين أن حصة القارة تبلغ نحو 3 في المائة من حركة الطائرات المغادرة عالميا.