رام الله – وليد أبوسرحان
أشادت السلطة الفلسطينية، السبت، بـ"زيارة وفد من نقابة الصحافيين المصريين للقدس في إطار الدعوة التي وجهتها القيادة الفلسطينية للأمة العربية والإسلامية لزيارة القدس؛ للتأكيد على عروبتها وإسلاميتها، في وجه مخططات التهويد الإسرائيلية، وعدم الالتفات لفتوى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، بحرمة زيارة المدينة، وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي، كون ذلك يعتبر تطبيعًا مع إسرائيل". وجاءت إشادة السلطة بوفد نقابة الصحافيين المصريين، الذي زار القدس، في بيان رسمي، نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، مشددًا على أن زيارة الوفد للقدس أوضحت الفرق بين من يأتي إلى فلسطين عبر محتليها، أو من يأتيها عبر أصحابها". وأكد البيان، أن "السلطة الفلسطينية تُقدِّم كل التقدير العميق للدور الحيوي الذي تقوم به نقابة الصحافيين في مصر العزيزة الغالية، وكل الاحترام لكل الآراء والاجتهادات الحريصة على القضية الفلسطينية، وفي القلب منها القدس الشريف، لكننا نتوقف عند البيان الذي صدر عن نقابة الصحافيين المصريين على ضوء قيام وفد رسمي منها بزيارة فلسطين، وتوجهه إلى العاصمة الفلسطينية المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وعليه نود توضيح الآتي: أولا: إن مدينة القدس العربية، هي أرض محتلة، شأنها شأن كل مدينة وقرية احتلت واستبيحت وتعرضت لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يتوقف عن جرائمه الساعية إلى تغيير معالم الجغرافيا والعمران والملامح الأصلية في كل فلسطين، وبالتالي فإن الزيارة التي قام بها الوفد الرسمي الصحافي المصري مشكورًا، وباقي الوفود العربية الشقيقة عبر المؤسسات الفلسطينية، ولم تكن الزيارة عبر سفارات دولة الاحتلال. ثانيا: إن القول بتمييز القدس عن باقي المدن الفلسطينية المحتلة، يكرسها في أذهان المتلقين لفتاوى القرضاوي، وكأنها مدينة إسرائيلية، الأمر الذي ندعو نقابة الصحافيين المصريين أن تنتبه وتتصدى له، وهي القلعة التي راهنا دائمًا وما زلنا نراهن على دورها الوطني والقومي. ثالثا: إن الوفد الصحافي المصري الذي توَّج زيارته بالمشاركة المباشرة الجمعة الماضية بمقاومة الاحتلال في بلعين، وتلقى عشرات قنابل الغاز والرصاص المطاطي وخراطيم المياه القذرة، ليقول للإسرائيليين بأن الشعب المصري بكل فئاته ما زال ملتحمًا بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المرابط على أرضه المقدسة، لقد توجه الوفد إلى القدس دون استئذان من دولة الاحتلال ليُصلي في المقام الذي عرج منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى السموات العلا، وقد شهد الوفد المصري بأُم عينه كل إجراءات الاحتلال الباطلة التي يحاول من خلالها أن يبتلع مدينة القدس، ويُبدل روحها التي ستبقى عربية. رابعًا: إن أموال الخراج المصري، التي تم بها بناء قبة الصخرة، زمن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، تتبدل اليوم ليدفع الوفد المصري من وقفته وصلابته وتضافره مع الشعب الفلسطيني ما يجعل الشعب الفلسطيني يبني الأمل والثقة بمثقفي وإعلاميي مصر والعالم العربي بأنه لا يقف معزولًا في معركة تحرير العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية. خامسًا: نتمنى على الأخوة الأشقاء في نقابة الصحافيين المصريين، ونحن على يقين من سلامة توجههم القومي، أن يتبيَّنوا الفرق بين من يأتي إلى القدس عبر محتليها أو بواسطتهم، وبين من يأتي من خلال أصحابها للصلاة على مصاطب الحرم القدسي وكنيسة القيامة، حيث لا يريد الاحتلال لأي فلسطيني أو عربي أو مسلم أن يصل إليهما ويصلي فيهما.