يعيش إعلام نظام دمشق حالة من التخبط، تعكس تخبط رأس النظام، فبعد يومين من امتداح صحيفة "البعث" المبعوث الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، شنّت صحيفة تابعة للنظام هجومًا لاذعًا عليه، واصفة إياه بصاحب "الألسن المتعددة". وتحت عنوان "الإبراهيمي.. عين واحدة وألسن متعددة"، كتبت صحيفة "الثورة" في افتتاحيتها "الموفد الدولي، الذي أنهى أمس زيارة لدمشق، غرد داخل السرب وخارجه، وكأنه يريد أن يرضي جميع الأطراف، على حد سواء، متناسياً دوره كوسيط أممي، يستوجب منه الحيادية، وعدم الانحياز لطرف دون آخر". وأضافت الصحيفة "بين قدومه إلى دمشق ومغادرته لها، وصولاً إلى بيروت، (التي انتقل إليها الجمعة)، تبدلت لغة الإبراهيمي، وهناك من رصد تغيراً في الكثير من مفرداتها". موفد الدولي، في مؤتمر صحافي مقتضب في بيروت، رداً على سؤال عن اعتراض السعودية، التي لم يزرها الإبراهيمي، على "جنيف 2"، أنه "لم نلق في أي بلد معارضة لفكرة المؤتمر"، وقد اعتبرت صحيفة "الثورة" أنه "يصعب على منطق عاقل أن يتقبل أن السعودية مثلاً مع الحل السياسي، وهي التي تجاهر برفضه، وتجاهر بدعمها للإرهاب". وتأتي هذه الانتقادات بعد يومين من إشادة صحيفة "البعث"، الناطقة باسم الحزب الحاكم، بالإبراهيمي، حيث وصفت زيارته بـ"الإيجابية". وكان الإبراهيمي قد أكّد، صباح الجمعة، في دمشق، أن "مؤتمر جنيف لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه"، متحدثاً عن سعي لعقده في بضعة أسابيع، وليس العام المقبل. وقد سارع وزير إعلام النظام عمران الزعبي إلى انتقاد الإبراهيمي، بعيد مغادرته دمشق، معتبراً أنه "ليس لديه لغة واحدة، وهو يتحدث داخل دمشق بمنطق، وعندما يخرج من سورية يتحدث بمنطق آخر"، سائلاً عن جدوى دعوة السعودية وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، إلى جنيف 2". أما صحيفة "الوطن"، المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال بشار، فادّعت أن "بشار أنهى لقاءه مع الإبراهيمي بعدما تجرأ الأخير، وسأل بشار عما إذا كان في نيته الترشح لانتخابات 2014".