أبدت وسائل الإعلام الفلسطينية، الخميس، اهتمامًا بنبأ اعتقال الشرطة الأميركية لامرأة ذات أصول فلسطينية متهمة بتنفيذ عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي العام 1969، في حين كانت تبلغ من العمر 22 عامًا. وتعود قصة رسمية يوسف عودة إلى العام 1969، حيث قامت بتنفيذ عملية تفجير في القدس المحتلة، فاعتقلها الاحتلال الاسرائيلي وحكمها بالسجن المؤبد، وبعد 10 أعوام أفرجوا عنها مع 75 آخرين في أول تبادل للأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، فبقيت في القدس، ثم رحلت للأردن الذي هاجرت منه في 1995 إلى الولايات المتحدة، وحصلت على جنسيتها بعد 9 سنوات، ولكن الشرطة الأميركية اعتقلتها، الأسبوع الماضي، بحجة أنها أدلت بمعلومات كاذبة من أجل الحصول على الجنسية الأميركية، وتورطها في عملية "إرهابية" ضد إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لسحب جنسيتها الأميركية، وسجنها لمدة 10 سنوات ومن ثم ترحيلها. واعتقلت رسمية يوسف عودة، صباح الثلاثاء الماضي، في منزلها في ضاحية من شيكاغو، بشبهة الكذب على سلطات الهجرة الأميركية حين ملأت استمارة طلبها للإقامة، وكتبت أنها كانت تقيم منذ 1948 في الأردن، وأجابت بـ "لا" عما إذا أدينت بجرم في الماضي، أو دخلت سجنًا، أو حتى نالت عفوًا عن عقوبة ما، وعلى أساس النفي منحوها حق الإقامة، ومن بعدها الجنسية. واتُّهِمَت رسمية يوسف وفق معلومات أرشيفية نقلتها "العربية.نت" عن ناشط فلسطيني ملم بالمعلومات عنها، بأنها فجرت قنبلة في سوبر ماركت في القدس المحتلة، وفشلت بعد 4 أيام باستهداف مقر القنصلية البريطانية في المدينة، لأنهم اكتشفوا العبوة قبل موعد تفجيرها، فوقعت في قبضة الإسرائيليين، ثم كانت بين من أطلقت إسرائيل سراحهم في عملية سموها "النورس" وهي شهيرة. تلك العملية التي كانت أول تبادل للأسرى مع إسرائيل، تمت بينها في 1979 وبين "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" التي كانت رسمية عودة من عناصرها، وبموجبها تحرر 76 أسيرًا، بينهن 6 معتقلات، مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي أسرته الجبهة في لبنان، واسمه بان عمرة، طبقًا لما طالعت "العربية.نت" في خبر قديم عن "النورس" وأسراها المحررين. وتعمل رسمية في "شبكة العمل العربية - الأميركية" ومقرها شيكاغو، وهي منظمة تأسست في 1995 كغير ربحية "للدفاع عن المهاجرين الجدد، ومكافحة العداء للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة"، وفق ما يصفها مديرها، الأميركي من أصل فلسطيني حاتم أبو دية، وهو من زود "العربية.نت" بمعلومات عن رسمية، البالغ عمرها 66 سنة الآن. وأعلن أبو دية عبر الهاتف من شيكاغو أن رسمية يوسف عودة التي مارست المحاماة 10 سنوات في شيكاغو، ولا تستطيع "العربية.نت" التحدث إليها إلا عبر محاميها، لم تتزوج وبقيت عزباء، وكانت تعيش بمفردها في شقة في المدينة، وفيها زارها رجال الأمن الأميركي في السابعة، صباح الثلاثاء الماضي "فأيقظوها وفاجؤوها بخبر اعتقالها الغريب"، طبقًا لتعبيره. وأكد أن رسمية التي لم يرد في الإعلام الأميركي أي معلومات شخصية عنها، هي من قرية "لفتا" في منطقة القدس، وبعد إطلاق سراحها بقيت فيها، ومن جامعة القدس تخرجت في الحقوق واشتغلت محامية، ثم غادرت وأقامت في لبنان والأردن، ومنه في 1995 إلى الولايات المتحدة حيث تقيم شقيقة لها أيضًا. ويصف أبو دية رسمية يوسف عودة بأنها "من الناشطات في الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين في أميركا" عبر عملها منذ 2004 كمدير مساعد في "شبكة العمل العربية - الأميركية" المتولية فيها لجنة شؤون المرأة "إلى جانب نشاطها في مجال حقوق العرب والمسلمين المدنية في الولايات المتحدة، وهو عمل لم تكن تمارس سواه" كما قال. وسألته "العربية.نت" كيف يتم اعتقال رسمية عودة في 2013 عن إخفائها لمعلومات في استمارة ملأتها منذ 20 سنة تقريبًا، لماذا لم يفعلوا ذلك قبل الآن، ولماذا هذا الوقت بالذات؟ فأجاب: "إنه سؤال المليون دولار وأكثر.. لا أعرف حقيقة".