درعا ـ هاني الزعبي
تستمر فضائح الإعلام السوري عبر قصص واستضافات على قنواته بعضها يجسد واقعه وحال العاملين فيه، والبعض الآخر لم يعتد عليه السورين من شهادات لمجبرين بالقوة واعترافات مكتوبة مسبقا في أروقة هذا الإعلام.وتقول المعارضة في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء : "هذه المرّة فتاة صغيرة قاصر من مدينة نوى في محافظة درعا تتحدث وبحسب ما أملي عليها بكلام تتعفف أي "قناة" تحترم مشاهديها أو تحترم أدنا آداب العرف العام عما يحاول مستميتا هذا الإعلام ومناصروه ترويجه، ألا وهو "جهاد النكاح" عله يعوّض شيئاً من خسائره على الأرض أو يغطي على جرائمه، إلا أن من يتابع كلام الفتاة المجبرة على ترديد هذه القصة والناظر لحركة أعينها يعرف أنها ضحية جديدة لهذا النظام كما سائر الشهداء والمعتقلين في سوريا".أبو مصعب النواوي قائد مجموعة في مدينة نوى قال: "إن روان فتاة ذات ستة عشر ربيعا اختطفت اثناء توجهها إلى المدرسة من إحدى حواجز النظام قبل خمسة أشهر في حين يعمل والدها كقائد ميداني في المدينة، وتمكن مع باقي الكتائب تحريرها من نظام يغتصب الحجر قبل البشر، والسر في إصرار فضائية النظام لتكرار ذكر والد الفتاة بشكل مشوه حتى في عنوان المادة على القناة واختيار هذه الفتاة القاصر ذات الملامح البريئة مرتدية الحجاب لإعطاء عفوية وصدقية أكثر لهذه الجريمة، بعد فشل إعلام النظام سابقا بفتاة مختلفة تماما من حيث الشكل والأخلاق وكونها مستأجرة انتهت القصة بفضيحة إعلامية، بعد تسرب التسجيلات الحقيقية،هذه المحاولات المتواصلة لتشوية الثورة والثوار وخصوصا في مسألة "جهاد النكاح" بما ابتدعه الإعلام التابع للنظام و بالضرورة إيران التي تشتهر بتحليل زواج المتعة لتكشف عن ما يروج لهُ ، وذلك يعود للمسلك المذهبي والديني الذي يؤمنون به المختلف عن باقي المسلمين".أما الناشط السياسي والمعارض المستقل جواد الأسود قال عن إظهار طفلة قاصر على الإعلام الرسمي: "الإعلام الساقط مع النظام المتهالك يستقوي على طفلة لثائر سوري من مدينة نوى ويصنع منها مرغمة وتحت الإرهاب قصة درامية دفاعا عن الشرف، ليكون فاقدو الأخلاق حريصين على الشرف ويدافعون عنه، قصة كهذه يجب أن تنهي النظام والإعلام و أتباعه معا".محمود الجهماني وهو ناشط إعلامي من نوى يضف قائلا: "إن الجريمة التلفزيونية التي اقترفها الجناح الإعلامي لجيش الأسد، ضد الصبية روان، هي جريمة بحق كل عائلة سوريّة، وهي خطوة رخيصة أخرى ضمن خطة تكريس الاحتقان الطائفي كسلاح أثبت جدواه مرحلياً في معركة البقاء في السلطة, ولو قتل النظام 10000 شخص لكان اهون على محافظة درعا من إخراج الشابة روان القداح على شاشتهم بهذه الطريقة , فعائلة القداح لها سمعة جيدة في المدينة وعلى هذا الأساس تم وضع اسم العائلة لضرب قيمها ومعتقداتها، ويميز هذه العائلة بالشرف والغيرة فذكر الاسم الصريح للفتاة ضربة في صميم المجتمع المحلي"، وختم قوله "من أجلك روان سنحرر حوران".وكانت روان تعرضت للخطف من قبل عناصر الأمن العسكري في وقت سابق من شهر 11/2012 أثناء عودتها من المدرسة. "روان طالبة صف عاشر كانت تدرس بمدرسة ميسلون" ولم يعرف أهلها عنها أي شيء بعد اعتقالها في ذلك الوقت حتى ظهرت على شاشة التلفزيون الرسمي لتخرج الفتاه على أن أباها قدمها فريسة سهلة لعناصر الجيش الحر والسبب دائما هو جهاد في سبيل الله، بينما يؤكد كل من شاهدها على أن عناصر الحكومة هم الذين اجبروها على هذا الكلام، فهي ليست المرة الأولى التي يخرج الإعلام السوري بمثل هذه القصص، فقبلها كانت زينب الحصني وفتاة أخرى من دير الزور، قال أنها زعيمة مجموعة تنتمي الى تنظيم القاعدة، كل ذلك بسبب وقوفهن أو وقوف عائلتهن في مصاف الثورة.ميلاد قداح "ابو طه" يبلغ من العمر 45 عاماً من أوائل الناس الذين شاركوا بالثورة، حيث زحف إلى درعا مع جموع غفيرة من أهالي نوى تلبية لنداء" الفزعة" الذي اطلقته درعا البلد وقد أبى أن يرجع إلى نوى في نفس اليوم وبات أسبوعا كاملا في المسجد العمري، وعاد بعده ليروي لأهالي مدينته قصصا مرعبة عن وحشية القمع الأسدي ضد الأهالي هناك، و له مواقف مشرفة خلال اقتحام نوى من قبل جيش الأسد حيث وقف أمام ضابط برتبة مقدم وقال له لماذا تمنعونا من الخروج في مظاهرات ! هل تخافون من كلمة الله اكبر ؟! ورددها ثلاث مرات بوجه الضابط الأسدي , قائلا له هل سقط نظامك لترديدنا هذه الكلمات وبعد ذلك التحق بعناصر الجيش الحر ليذود عن أهالي حوران , وأصبح مطلوبا للنظام بتهمة الانتماء لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة.يحاول النظام أن ينال من سيرة والد روان التي يقول الجهماني: لا يشوبها شائبة، ويقول لأبيها صبرا (ابا طه) فان ابنتك هي بنتنا وأختنا ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.