أقام مركز حماية وحرية الصحفيين بشراكة مع شركة" زين" وللعام الحادي عشر على التوالي، أمسيته وسهرته الرمضانية وسط حشد كبير من الإعلاميين ورجالات الدولة وممثلي المجتمع المدني والهيئات الدبلوماسية في الأردن، برعاية رئيس مجلس الأعيان السيد طاهر المصري الأمسية الرمضانية السنوية المخصصة لتكريم الإعلاميين استقطبت هذا العام مثل كل عام حضور نخبة من السياسيين الأردنيين، فقد حضرها إضافة الى راعي الأمسية، رؤساء الوزراء السابقون زيد الرفاعي، فيصل الفايز وسمير الرفاعي، وحضرها رئيس المجلس القضائي القاضي هشام التل، وعن الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور محمد المومني. واستهل الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصورالسهرة بكلمة قال فيها : "إن التقليد السنوي لتكريم الإعلاميين في أمسية اجتماعية، تؤكد رغبة الجميع في توحيد الجهود للدفاع عن حرية التعبير والإعلام". وأضاف منصور: أن "الإعلام يمر هذه الأيام بظروف صعبة وتحديات وضغوط كبيرة، فهو من جهة يواجه بيئة تشريعية تفرض قيوداً عليه، وآخرها كان قانون المطبوعات والنشر والذي تسبب بحجب مئات المواقع الالكترونية". وأضاف أن "قرار حجب المواقع خارج سياق التاريخ، وسيفشل بإرادة الإعلاميين الرافضة له، وبتطور تكنولوجيا الاتصالات". وأشار منصور إلى "أن الحريات الصحفية لم تسلم من الانتهاكات عام 2013، وتقرير حالة الحريات الإعلامية الذي يصدره المركز منذ 11 عاماً كان عنوانه "قمع بقوة القانون" وتابع بالقول "إن "صناعة الإعلام في الأردن تواجه أزمة لا مثيل لها، فاليوم تغلق جريدة "العرب اليوم" أبوابها بعد 17 عاماً، ويواجه أكثر من 200 زميل وزميلة مصيراً مجهولاً ولا حلول في الأفق، والجميع يتنصل من مسؤولياته، والقادم للإعلام وصناعته أخطر ولا شيء يبعث على التفاؤل". ودعا منصور إلى "التمسك بمدونات السلوك المهني والالتزام بمعايير النزاهة والموضوعية"، مشيراً إلى "أن الصحفيين ليسوا معصومين عن الخطأ، ولا سبيل لمواجهة الأخطاء والخطايا التي ترتكبها بعض وسائل الإعلام، إلا بالالتزام بتلك المدونات والمعايير"، مجدد "الدعوة إلى تشكيل مجلس مستقل للشكاوى ينظر في تظلمات المجتمع من الإعلام باعتبارها على طريق الحل". من جانبه رحب مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام والمسؤولية الاجتماعية في شركة "زين" طارق البيطار في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس التنفيذي السيد أحمد هناندة بالحضور، فأكد "الحرص على إقامة الأمسية الرمضانية بقوله "لقاءنا اليوم يعكس عمق العلاقة بيننا وبين أصدقائنا العاملين في الصحافة والإعلام الذين عملوا على توصيل صورة كاملة حية ل "زين" في عيون المجتمع، وساهموا بشكل كبير في تسليط الضوء على إنجازات الشركة على المستويين المحلي والإقليمي". وقال أن "دخول زين السوق قبل 18عاما، ساهم بلا شك في زيادة حجم الاستثمارات في المملكة سواء من ناحية استكمال إعداد البنية التحتية، أو من ناحية تشجيع المستثمرين على التفكير بدخول السوق الأردنية، واستغلال الفرص المتاحة فيها ،اعتمادا على نموذج الشركة كقصة نجاح". وتابع بيطار بالقول "كلنا ندرك الأهمية التي يشكلها قطاع الاتصالات في الأردن وما حققه من انجازات وقفزات نوعية خلال الأعوام الماضية والتي وضعت الأردن على خارطة قطاع الاتصالات العالمية وتكنولوجيا المعلومات، بالرغم من ذلك فهو يمر حالياً في مرحلة حرجة تعود إلى عوامل عديدة أهمها الإمعان في فرض الضرائب على القطاع وبقرارات مفاجئة وغير مدروسة، كقرار الحكومة الأخير بمضاعفة الضريبة الخاصة على الاتصالات لتصل إلى 24%". وقال "إن الضرائب المرتفعة ستؤدي إلى نتائج سلبية سيتحملها الاقتصاد الأردني أولا، والمواطن سواء كان موظفا أو متلقي خدمة ثانيا، والمستثمرون في الشركات ثالثا إلا أننا وعلى الرغم من كل ذلك عاقدون العزم على مواصلة مسيرتنا كشريك مع المجتمع في كافة النواحي، والعمل على لعب دور حيوي وفاعل في النهوض بالقطاع ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة من جهة وخلق مشاريع تنموية مستدامة تمس قطاعات مختلفة من المجتمع الأردني من جهة أخرى". وألقى السفير الهولندي في عمان بيتر ديكليرك كلمة قال فيها أن "حرية التعبير والإعلام والإنترنت من أهم أولويات وزارة الخارجية الهولندية التي أصدرت وثيقة بعنوان العدالة والمساواة للجميع". وأضاف بالقول "لا نستطيع أن ننكر قوة الابتكارات التكنولوجية والتطورات السريعة فيما يتعلق بأدوات الاتصال الاجتماعية من حيث الأثر الكبير على حياتنا اليومية في العالم أجمع، وإذا قمت بالتركيز على الأردن فقد وصل عدد مستخدمي الانترنت وفيسبوك إلى 2,5 مليون مستخدم". وقال ديكليرك أن هولندا هي أحد أعضاء ائتلاف الحريات على الإنترنت الذي عقد أول اجتماعاته في هولندا بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون"، مضيفاً بأن "وجود إعلام مهني يتقصى الحقائق ويستند إلى قواعد حقوق الإنسان ضرورة ملحة ولذلك ندعم مركز حماية وحرية الصحفيين". وكان مركز حماية وحرية الصحفيين قد أطلق منذ العام الماضي برنامج "الإعلام وحقوق الإنسان" بدعم من السفارة الهولندية، وخلال ما يقارب الستة أشهر أنجز مجموعة من الصحفيين الشباب وطلاب الصحافة في الجامعات ما يقارب (130) تقريراً إخبارياً وقصة صحفية ترتكز على قضايا حقوقية وتربطها بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وقام كل من راعي الأمسية طاهر المصري والدكتور ممدوح العبادي رئيس مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين والسفير الهولندي ديكليرك ورئيس المركز الزميل نضال منصور بتسليم الدروع والجوائز لخمسة من الطلاب الذين شاركوا في البرنامج وهم إبراهيم العزازمة الذي تسلم الجائزة الأولى عن تقرير بعنوان "الباكستانيون في الكرامة .. خريجون بلا شهادات"، الجائزة الثانية لطالبة الصحافة في جامعة اليرموك هبة العمري عن تقرير بعنوان "المثليون في الأردن: لا نخشى النبذ"، الصحفي في وكالة الأنباء الأردنية تسلم الجائزة الثالثة عن تحقيق بعنوان "تلاعب وخلل في تنفيذ التبليغات القضائية تؤدي للحرمان من المحاكمة العادلة". وتسلم الجائزة الرابعة الصحفي في قناة "اليرموك" الزميل أحمد ذياب عن تقرير إخباري بعنوان "أغذية مقاصف المدارس تنتهك حق الطلبة في الغذاء السليم"، وأما الجائزة الخامسة فقد تسلمتها الطالبة في كلية الإعلام بجامعة "اليرموك" سلام الخطيب عن تقرير بعنوان "سيدات يواجهن خياراً صعباً: إما الأمومة أو التمتع بالحق في العمل". وتعد الأمسية التي حضرها ما يزيد عن 600 صحفي وصحفية ورجالات الدولة بمختلف مواقعهم، بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدبلوماسية، فرصة نادرة للتواصل الاجتماعي.