القدس ـ الروسية
نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريراً يوضح انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق حرية الإعلاميين منذ ازدياد التوتر وأعمال العنف بعد اختطاف ثلاثة شبان اسرائيليين في 12 يونيو/حزيران الفائت.
وقد تدهورت الأوضاع في المنطقة بعد حادثة اختطاف الاسرائيليين الثلاثة، حيث عثر على شاب فلسطيني حُرق حياً في القدس الشرقية. وتستمر القوات الإسرائيلية بتمشيط الضفة الغربية واعتقال كل من يشتبه بانتمائه لحركة حماس. علماً أن عدد الاعتقالات فاق 600 حتى الآن، تزامناً مع انتهاكات بحق حرية الإعلام. حيث لا تتوانى القوات الإسرائيلية عن اعتقال الصحفيين واقتحام المكاتب الإعلامية ومصادرة التسجيلات والأرشيف المعلوماتي للجهات الإعلامية العاملة هناك.
وأدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها الصادر يوم أمس الثلاثاء 8 يوليو/تموز الانتهاكات الإسرائيلية بحق حرية الإعلاميين منذ بداية التوتر في 12 يونيو/حزيران. وذكرت المنظمة أن الانتهاكات تشمل اعتقالات تعسفية للصحفيين، وغارات واقتحامات ضد مكاتب بعض وسائل الإعلام. ودخل مكتب قناة "RT" ضمن قائمة الانتهاكات الاسرائيلية في 21 يونيو/حزيران، عندما تم اقتحامه ومصادرة أقراص تخزينية للأرشيف الإعلامي.
ويسرد التقرير حوادث الانتهاكات التي طالت الإعلاميين من طرف القوات الإسرائيلية اعتباراً من يوم 5 يوليو/تموز وبتسلسل زمني عكسي ينتهي ببداية أحداث العنف.
5 يوليو/تموز:
أصيب ثلاثة أشخاص عاملين في طاقم قناة "فلسطين اليوم" بنيران أطلقها الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتهم المباشرة للاشتباكات التي جرت في حي الطور بالقدس الشرقية. وهم الصحفي أحمد البديري الذي أصيب في كتفه وبطنه، وأصيب المصور أحمد جابر في العين، بينما أصيب بجروح في الرأس عامل فني يدعى وليد مطر. وفي ذات اليوم اعتقل مراسل تلفزيون الأقصى أحمد الخطيب في مدينة طولكرم.
2 يوليو/تموز:
خرجت في 2 يوليو/تموز مظاهرات نظمت في شعفاط احتجاجاً على مقتل شاب فلسطيني، وأصيب خلال تغطيتها العديد من الصحفيين بنيران القوات الإسرائيلية. حيث أصيبت تالي ماير مصورة موقع "Activestills" في وجهها، كما أصيب زميلها أورين زيف في ذراعه.
21-22 يونيو/حزيران
وداهم الجيش الإسرائيلي منزل صهيب العصا وشقيقه فادي العصا في بيت لحم، وكلاهما مراسلان لراديو بيت لحم 2000. وقد اعتُقل صهيب وخضع لاستجواب من القوات الإسرائيلية، ورغم إطلاق سراحه بعد بضع ساعات، إلا أن الجيش الإسرائيلي صادر بطاقة هويته وهاتفه النقال.
داهمت القوات الإسرائيلية مقر شركة بال ميديا في رام الله. حيث صادرت الأرشيف الرقمي الذي يضم جميع محفوظات الشركة منذ تأسيسها عام 2006، بينما عبثت ببعض المعدات الأخرى. كما لم تسلم المكاتب التي تستأجرها قناة "RT" ضمن شركة بال ميديا من الاقتحام، وكسرت القوات الإسرائيلية المعدات الخاصة بطاقم القناة، وصادرت الأرشيف الإعلامي الخاص بهم.
ومن جهتها، قالت إدارة بال ميديا إن بعض موظفيها تعرضوا لمختلف أشكال الضغوط خلال تغطيتهم لعملية “عودة الإخوان“، مثل عمار العابدين، مصور بال ميديا في مدينة الخليل. هذا وقد تعرض مقر بال ميديا في القدس الشرقية لعملية مداهمة في مطلع يونيوحزيران.
18 يونيو/حزيران
اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي مباني شركة " Transmedia" في نابلس ورام الله والخليل، حيث صادرت جميع المعدات (بقيمة مليون دولار)، قبل أن تصدر مذكرة إغلاق بحجة أن Transmedia تقدم خدمات إنتاج مختلفة لتلفزيون الأقصى.
16-17 يونيو/حزيران
في ليلة 16-17 يونيوحزيران ، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، المدير العام لقناة الأقصى عزيز كايد في رام الله. وقد أوضح اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية أنه يوجد رهن "الاعتقال الإداري" لمدة ستة أشهر.
وفي اليوم نفسه، اعتقل جنود إسرائيليون بعنف مراسل راديو أجيال المحلي يحيى حبايب في الخليل (جنوب الضفة الغربية)، حيث كسروا عمداً هواتفه النقالة ومعداته الخاصة بالتسجيل السمعي البصري، ليُطلق سراحه بعد توقيف دام خمس ساعات.
وفي يوم 17 يونيوحزيران، مُنع عبد الرحمن يونس، مصور موقع " Al-Quds.com" من تغطية ازدحام حركة المرور الذي تسبب فيه الجيش الإسرائيلي عند حاجز “الكونتينر“، شمالي مدينة بيت لحم، حيث صادر الجنود كاميرته وهددوه بالسجن في حال عودته لتصوير مثل تلك المشاهد.
هذا وقد وجهت منظمة "مراسلون بلا حدود" من خلال تقريرها دعوة للقوات الإسرائيلية للسماح للعاملين في الحقل الإعلامي، من فلسطينيين وأجانب، بأداء مهامهم الإعلامية بكل حرية وأمان.