القاهرة ـ أ.ف.ب
توالت الاثنين ردود الفعل الدولية المنددة بأحكام السجن الصادرة بحق عدد من صحفيي قناة "الجزيرة" القطرية في مصر ومن بينهم صحفيون أجانب. واستدعت بريطانيا وهولندا سفيري مصر لديهما لإبلاغهما استياء الدولتين الشديد وخيبة أملهما من هذه الأحكام. وعبرت أستراليا عن صدمتها من الأحكام التي طالت صحفيا أستراليا أيضا.
استدعت كل من لندن وأمستردام الاثنين السفير المصري لديهما للتنديد رسميا بأحكام السجن الصادرة بحق صحفيي قناة "الجزيرة" القطرية اليوم بمصر. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس "استدعيت السفير المصري إلى الوزارة وسأبحث القضية اليوم في لوكسمبورغ مع زملائي الأوروبيين" مشيرا إلى أن الصحافية الهولندية رينا نيتيس، التي تحاكم غيابيا بتهمة دعم الإخوان المسلمين، لم تحصل على "محاكمة عادلة".
بريطانيا وهولندا
وقالت وزارة الخارجية الهولندية إنه لم يسمح لمحامي نيتيس بتولي الدفاع عنها بذريعة غيابها عن المحاكمة وإن القضاة لم ينظروا في ملف الصحفيين على حدة. وأكدت أن "كل متطلبات محاكة عادلة لم يتم احترامها" معربة عن "خيبة أمل" هولندا للحكم.
فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استدعاء السفير المصري، وقال هيغ في بيان "أمرت باستدعاء سفير مصر إلى وزارة الخارجية" اليوم، موضحا أن صحفيين بريطانيين اثنين هما بين الذين صدرت عليهم أحكام غيابيا. من جهة أخرى، قال ناطق باسم الحكومة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "يشعر بالاستياء الكامل" من هذه الأحكام.
وصرح السفير البريطاني في مصر جيمس وات الذي حضر الجلسة "إننا نشعر بخيبة الأمل"، وأضاف "منذ بداية المحاكمة ونحن قلقون واشتكينا مرارا للسلطات المصرية". وعبر عن أمله في أن تنظر محكمة النقض القضية "سريعا" مؤكدا أن "حرية الصحافة حق أساسي وهام في كل الديمقراطيات".
أستراليا
كما عبرت وزيرة الخارجية الأسترالية جوليا بيشوب عن "استيائها" من الحكم بالسجن على الصحفي الأسترالي بيتر غريست والذي أدين بالسجن 7 سنوات بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين. وقالت بيشوب إن "الحكومة الاسترالية مصدومة بهذا الحكم. نحن متفاجئون بصدور العقوبة ومستاؤون من قسوتها". وأضافت إن "الحكومة الأسترالية لا يمكنها أن تفهم (الحكم) على أساس عناصر الأدلة التي قدمت" خلال المحاكمة.
قناة الجزيرة
بدورها دانت قناة "الجزيرة" الأحكام ووصفت بأنها "جائرة". وقال مصطفى السواق، مدير عام شبكة الجزيرة في مداخلة عبر القناة، "ندين (...) هذه الأحكام الجائرة"، معتبرا أن ما قدم "من قبل النيابة العامة لم يرق حتى إلى مستوى الأدلة البسيطة التي تؤدي إلى (الحكم) بيوم واحد في السجن". وأضاف "لا يبدو أن المحكمة بحثت بشكل جاد في الدفوع التي تقدم بها" محامو الصحفيين.
وقد أصدرت محكمة جنايات مصرية الاثنين أحكاما بالسجن من 7 سنوات إلى 10 سنوات على ثلاثة صحفيين من قناة "الجزيرة" القطرية المتهمة بدعم جماعة الإخوان. وقضت المحكمة بالسجن 7 سنوات لكل من الأسترالي بيتر غريست والمصري-الكندي محمد فاضل فهمي، الذي كان مديرا لمكتب الجزيرة الإنكليزية قبل حظرها، وبحبس المعد المصري في القناة باهر محمد لمدة 10سنوات. والصحفيون الثلاثة محبوسون احتياطيا في مصر منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي. كما قضت المحكمة بسجن ثلاثة صحفيين أجانب، وهم بريطانيان وهولندية، كانوا يحاكمون غيابيا عشر سنوات. وقضت المحكمة بالسجن 7 سنوات لأربعة طلاب متهمين في نفس القضية وكانوا محبوسين احتياطيا وبرأت متهمين اثنين آخرين كانا قيد الحبس الاحتياطي كذلك. وأصدرت المحكمة أحكاما بالسجن عشر سنوات على 8 متهمين آخرين تمت محاكمتهم غيابيا.
وفي الإجمال كان 20 متهما يحاكمون في هذه القضية من بينهم 16 مصريا متهمين بالانضمام إلى "تنظيم إرهابي"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي صنفها القضاء المصري جماعة إرهابية العام الماضي بعد إطاحة الرئيس المنتمي إليها محمد مرسي. وألقي القبض على غريست وفهمي في غرفة بأحد فنادق القاهرة كانوا يستخدمونها كمكتب بعد مداهمة قوات الأمن لمكاتب قناة "الجزيرة"، وكان الصحفيان يعملان من دون التصريح الرسمي الذي يقضي القانون بأن تحصل عليه كل وسائل الإعلام العاملة في مصر.
عائلات وأقارب الصحفيين
وفور النطق بالحكم، انهارت والدة محمد فاضل فهمي بالبكاء وقالت "ماذا فعلوا، فليقل لي أحد ما هي الأدلة التي وجدوها لكي يحكموا عليهم بالسجن عشر وسبع سنوات". أما شقيقه عادل فاضل فهمي فغادر القاعة غاضبا وهو يقول "كل شيء فاسد ... الفساد في كل مكان". وقال أندرو شقيق بيتر غريست "لا نستطيع أن نصدق .. لم نكن نتوقع هذا، كنت آمل في البراءة". فيما اعتبر محامي الطلاب الأربعة شعبان سعيد أن "هذا الحكم سياسي" مضيفا "لا توجد أدلة ضد المتهمين، كل الصحفيين يجب أن يخافوا على أنفسهم الآن فليس هناك عدالة، السياسة هي التي تحكم".