قناة "الجزيرة"

ذكرت دراسة صادرة عن المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة ان اسرائيل اعتمدت على عدد من الآليات الاعلامية لتبرير عمليتها العسكرية ضد غزة المعروفة باسم ( الجرف الصامت) ، ومن بين هذه الآليات التواجد في وسائل إعلام عربية ، حيث لجأت السلطات الإسرائيلية الى الدفع بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر قناة "الجزيرة" القطرية، بالإضافة إلى عدد من المحللين الإسرائيليين الذين حاولوا تبرير قصف القطاع، اعتمادًا على تطوير كتائب "عز الدين القسام" لقدراتها الصاروخية، وتهديدها لأمن الداخل الإسرائيلي، والتأكيد على وجهة نظر مفادها أن المعركة في غزة متكافئة، ولها أسبابها الوجيهة.
وأشارت الدراسة التي صدرت تحت عنوان (آليات متعددة .. كيف تناول الاعلام الاسرائيلي الحرب على قطاع غزة ) الى ان اسرائيل لجأت الى "شيطنة" الطرف الآخر والتحريض ضده، حيث حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية التركيز على تطور القدرات الصاروخية لكتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، وتهديدها للأمن الإسرائيلي، وعلى معاناة المدنيين الإسرائيليين من هذه الصواريخ، من خلال الحديث عن أن كثيرًا من الإسرائيليين قد اضطروا للتواجد في الملاجئ والتحصينات، وخارج المناطق المأهولة، خوفًا من الاستهداف.
كما حاولت اسرائيل تحويل الانتباه عن القضية الأساسية،وهي قصف غزة، والاهتمام بقضايا أخرى فرعية وربما مختلقة .
ولفتت الدراسة الى اهتمام الصحف الإسرائيلية بما وصفته بأنه "تجاهل" تتعامل به بعض وسائل الإعلام العربية مع العملية العسكرية ضد غزة. كما حاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تحميل السلطة الفلسطينية مسئولية العملية العسكرية على غزة، بسبب عزوف الرئيس محمود عباس عن الضغط على حماس بهدف وقف إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بما يتناقض، في رؤيتها، مع تصريحات الرئيس الفلسطيني بأنه على الحكومة الفلسطينية الجديدة احترام الالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بعدم استخدام العنف ضد إسرائيل.
كما اعتمدت اسرائيل على ( التضخيم) فى استراتيجيتها الاعلامية ، حيث سعت الى إظهار عمليتها العسكرية ضد غزة "الجرف الصامت" على أنها "حرب ضد الإرهاب"، باعتبارها ردًّا على اعتداء منظمات المقاومة الفلسطينية على أهداف إسرائيلية، كما حاولت التهوين من الآثار الكارثية التي فرضتها العملية العسكرية على قطاع غزة والمدنيين الفلسطينيين.
وقد سبق الهجوم الحالي على غزة ما يمكن وصفه بمحاولة تأهيل الرأي العام العالمي لشن هذه العمليات العسكرية، من خلال دعاية تحضيرية للمسرح الدولي، عملت من خلالها الجهات المختصة على فتح مركز إعلامي يعمل على مد الصحفيين بملخصات إخبارية، وفق ما تراه السلطات حول مجريات الأحداث، كما منعت من ناحية أخرى دخول الصحفيين والمراسلين لقطاع غزة.
واوصت الدراسة بتبنى استراتيجية إعلامية قادرة على مواجهة الإعلام الإسرائيلي، وكشف ممارساته، لا سيما أن الإعلام جزء أساسي من المعركة إن لم يكن عمودها الفقري.